أسواق كركوك تستعد لحرب عشية الاستفتاء الكردي

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كركوك (العراق) - تهافت سكان مدينة كركوك المتعددة الإثنيات شمال بغداد السبت، على شراء المواد الغذائية مع قرب الاستفتاء المثير للجدل على استقلال إقليم كردستان. ويهدد الاستفتاء بصراع عرقي في مدينة كركوك المنتجة للنفط التي تطالب بها بغداد وتقع خارج حدود كردستان المعترف بها. ويتألف سكان كركوك من عرب وتركمان لكنها تخضع لإدارة كردية. ويخشى سكان المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد وأربيل، تدهورا في الأوضاع الأمنية، بعدما صوت مجلس المحافظة على ان تشملها عملية التصويت، ما أثار استياء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وقال عمران خضر، وهو بائع في السوق القريبة من القلعة التاريخية في المدينة، إن "أسعار المواد ارتفعت بنسبة 20 في المئة"، مؤكدا أن "ما يفعله السياسيون يربح منه التجار والسماسرة، ويدفع ثمنه المواطن الكركوكي الفقير". من جهته، اورد المواطن نجم عبد الله "توجهنا لشراء المؤن من السكر والارز والزيت والمواد الغذائية تحسبا لأي طارئ". وليست كركوك جزءا من المحافظات الثلاث التي تشكل منذ العام 2003 منطقة الحكم الذاتي في كردستان. وهي منطقة متنازع عليها بين حكومة بغداد والأكراد الذين يؤكدون أنها تعود لهم تاريخيا قبل أن يطردهم منها صدام حسين ويوطن العرب فيها. وبدأ هذا التهافت في وقت أعلنت فيه اللجنة العليا للاستفتاء، المسؤولة عن تنظيم عملية التصويت، إن الاستفتاء ما زال في موعده المحدد الاثنين المقبل. وتسببت التوترات بين حكومة كردستان وبغداد في تجميد إيرادات النفط التي يعتبرها الأكراد الدعامة الأساسية لدولتهم المستقبلية. ويتهم الأكراد منذ فترة طويلة بغداد بوقف مدفوعات الميزانية المخصصة للمنطقة بينما رفضت بغداد صفقات النفط التي أبرمها الأكراد دون موافقتها. وقد يهدد صراع إقليمي إمدادات النفط من الحقول الواقعة في كردستان وفي شمال العراق والتي ينقلها خط أنابيب عبر تركيا إلى الأسواق العالمية. وقتل كردي واحد على الأقل في اشتباكات وقعت قبل الاستفتاء في كركوك ونصبت نقاط التفتيش الأمنية في أنحاء المدينة للحيلولة دون وقوع المزيد من أعمال العنف. وتخشى الحكومة المركزية في بغداد وجيران العراق وقوى غربية من أن يقسم التصويت البلاد التي شهدت صراعا عرقيا وطائفيا مدمرا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 للإطاحة بصدام حسين. وأي صراع حول كردستان العراق ستكون له تداعياته في أنحاء الشرق الأوسط لاسيما في سوريا وتركيا وإيران. واتفقت أنقرة وبغداد وطهران الخميس على إجراءات لمواجهة الخطط الكردية. كما هددت تركيا التي ترتبط بعلاقات تجارية وسياسية وثيقة مع الإقليم خاصة في مجال الطاقة بفرض عقوبات. وأدانت الولايات المتحدة الاستفتاء ووصفته بأنه "استفزازي ويقوض الاستقرار" وحثت على استئناف المفاوضات. جاء هذا بعد أسبوع من التراشق اللفظي بين القيادة الكردية وبغداد حيث صوت البرلمان على رفض الاستفتاء. وقالت كريمة عطية وهي عجوز عربية عاشت كل حياتها في كركوك "عشنا دوما في سلام ولا نريد مشاكل... لا أؤيد الاستفتاء".

مشاركة :