أربيل - عقد وفد من حكومة إقليم كردستان العراق محادثات مع الحكومة المركزية في بغداد السبت قبل يومين من استفتاء مقرر على استقلال الإقليم، دون التوصل الى نتيجة حول الاستفتاء الذي تعارضه بغداد بشدة وتعتبره مقدمة لتقسيم العراق. وقال هوشيار زيباري أحد كبار مستشاري الزعيم الكردي مسعود البارزاني إن الوفد سيناقش عملية الاستفتاء لكن الاستفتاء سيمضي قدما. وأضاف أن المحادثات مع بغداد ستجري قبل الاستفتاء وخلاله وبعده. والتقى الوفد الكردي مع ممثلين للائتلاف الحاكم في بغداد ومع الرئيس العراقي فؤاد معصوم وهو كردي لكن منصبه شرفي إلى حد كبير. والسلطات التنفيذية مركزة في يد رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو شيعي. وقال علي العلاق القيادي في الائتلاف الحاكم في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع الوفد الكردي إن "التحالف الوطني يرفض استفتاء الاقليم جملة وتفصيلا". وأضاف العلاق الذي كان يتحدث باسم التحالف ان "الاستفتاء يخالف الدستور وقرار المحكمة الاتحادية العراقية والإرادة الدولية"، داعيا إلى فتح حوار على وحدة العراق. وقال مسؤولو إقليم كردستان العراق إن التصويت يهدف إلى إعطاء الإقليم شبه المستقل تفويضا شرعيا لتحقيق الاستقلال عن العراق من خلال الحوار مع بغداد ومع تركيا وإيران المجاورتين. وتشعر أنقرة وطهران بالقلق من أن يحيي الاستفتاء الطموحات الانفصالية لدى الأكراد في البلدين. وقال هيمن هورامي وهو مستشار للبارزاني على تويتر "وفدنا في بغداد لإيصال رسالة: مستعدون للمحادثات بعد 25 سبتمبر/أيلول". من جهة ثانية، مدد البرلمان التركي السبت لعام واحد تفويضا يجيز للجيش التدخل في العراق وسوريا، وذلك قبل يومين من استفتاء كردستان العراق الذي ترفضه انقرة بشدة. وخلال جلسة طارئة نقل التلفزيون وقائعها، اقر النواب الاتراك قرارا للحكومة تطلب فيه ان يمدد لعام التفويض الذي يجيز للجيش التدخل في العراق وسوريا علما بانه ينتهي في 30 تشرين الاول/اكتوبر. ويعدد النص الذي وافق عليه البرلمان سلسلة تطورات اقليمية تعتبرها انقرة تهديدا لامنها القومي بينها "مشاريع انفصالية غير مشروعة" في العراق، في اشارة الى استفتاء كردستان العراق. وبين التطورات ايضا انشطة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا والتي تحظى بدعم واشنطن لمقاتلة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية. وقبل ان يصوت البرلمان على التمديد، حذر وزير الدفاع نور الدين جانيكلي من ان الاستفتاء في كردستان العراق ستعتبره انقرة "باطلا" معتبرا انه يشكل "تهديدا خطيرا لامننا القومي". واضاف ان "كل الادوات والاجراءات مطروحة" لمواجهة هذا الامر، مؤكدا "اننا اتخذنا كل الاجراءات الضرورية وسنواصل القيام بذلك". وبموجب التفويض الذي مدد السبت وكان اقر للمرة الاولى في 2014 ومدد مذاك سنويا، شن الجيش التركي في اب/اغسطس 2016 هجوما بريا في شمال سوريا مستهدفا في الوقت نفسه تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد السوريين. وكررت انقرة في الايام الاخيرة تحذيراتها بالنسبة الى الاستفتاء في كردستان العراق، واعلن الجيش التركي الذي ينفذ حتى الثلاثاء مناورات عند الحدود مع العراق، السبت في بيان ان هذه التدريبات مستمرة "مع قوات اضافية". ونبه رئيس الوزراء بن علي يلديريم السبت الى ان التدابير التي ستتخذها تركيا في حال اجراء الاستفتاء "سيكون لها ابعاد دبلوماسية وسياسية واقتصادية وامنية". وفي مواجهة احتمال قيام دولة كردية، تكثف انقرة اتصالاتها مع بغداد وطهران اللتين تعارضان بدورهما الاستفتاء المرتقب. وفي هذا الاطار، استقبل رئيس الاركان التركي في انقرة السبت نظيره العراقي بحسب بيان للجيش. وقال الجيش التركي إن قائدي الجيشين بحثا السبت استفتاء كردستان العراق "غير المشروع" مشيرا إلى أنهما شددا على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي العراق. ونشر الجيش التركي البيان المكتوب بعد لقاء رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي بنظيره التركي الجنرال خلوصي أكار في تركيا السبت وذلك قبل يومين من إجراء الاستفتاء المزمع.
مشاركة :