وجه والد الطفلين (عبدالله وأحمد) الذي فر بهما إلى داخل سورية وأعلن انضمامه معهما إلى ما تسمى بدولة الخلافة "داعش" للقتال في صفوفها، رسالة إلى "طليقته" أم الطفلين فور وصوله إلى هناك دعاها إلى الصبر واحتساب الأجر عند الله في فراق أبنائها، داعياً الله أن يربط على قلبها فيما فعله بأبنائها، كما وعد في رسالته بأنه سيعود بعد النصر المبين حسب قوله. وقال في آخر رسائله التي أرسلها عبر ال"واتس آب" قبل انقطاع أخباره إن هاتفه الجوال مخصص للرسائل فقط ولا يستقبل المكالمات، ووصف ما قام به بأنه "هجرة من دار الطواغيت إلى دار الخلافة" كما يسميها، مشيراً إلى أنه وأبناءه في بلاد بعيدة المنال حيث يرافقان أباهم أينما حل وطاب له المكان، وطالب الجميع بعدم الحزن على فراقهم، وختم رسالته تلك قائلا: "هذه دنيا زائلة ولعلنا في الجنة نلتقي". ولم يقف المذكور عند ذلك فحسب بل دعا في رسائله إلى الانضمام لتنظيم "داعش" الإرهابي. ووضعت رسائل الأب تلك الكثير من علامات الاستفهام حول ما كان يدور في عقله من أفكار ونوايا لم تكن ظاهرة للمحيطين به قبل أن يفجر المفاجأة الكبرى والمؤلمة باصطحابه لأطفاله معه إلى ساحات القتال، حيث ترجمت العبارات القليلة التي حوتها رسائله الكثير من أفكاره المتطرفة، وكشفت الكثير من المضامين والدلالات لما وصل إليه فكره وما كان يخطط له وهو بين أصحابه في الرياض قبل مغادرتها.
مشاركة :