كتبت قبل فترة عن ثقافة دخيلة وظاهرة غير صحية أخذت تنتشر في وسطنا الرياضي، ومدرجات الجماهير ومجالسهم ومنصات تواصلهم الاجتماعية، تنادي بالصمت تحت شعار "المدرب أبخص" أو "الرئيس أبخص"، وربما تقود البعض لتجريم النقد والناقد تحت ذريعة أنَّ المرحلة تقتضي الدعم بالصمت وطأطأة الرأس، وأنَّ الدعم الوحيد الذي يمكن تقديمه للكيان هو السكوت!. على سبيل المثال؛ أحب وأقدِّر الأمير نواف بن سعد، وأعتقد أنه في طريقه بإذن الله ليصبح أحد أعظم الرؤساء الذين مروا على نادي الهلال، لكنِّي أرفض محاولات بعض الهلاليين تكميم أفواه المنتقدين لبعض قرارات وقناعات الرجل وإدارته تحت شعار "نواف بن سعد أبخص"، وتحت ذريعة أنَّ الوقت يتطلب الدعم ولا يحتمل أي طرح ناقد، كما أنِّي معجبٌ جداً بعمل المدرب الأرجنتيني "رامون دياز" وأرجو أن يبقى مع الهلال أطول فترة ممكنة، لكنِّي أمقت عبارة "دياز أبخص" التي يرددها بعض الهلاليين رداً على أي انتقاد يوجه للمدرب!. في اليومين الماضيين، أطلَّت ظاهرة مشابهة يحاول من خلالها البعض فرض التصفيق ولا غير التصفيق لكل قرارات الهيئة العامة للرياضة واتحاد القدم، والسعي لتوحيد الرأي الموافق وتحييد الرأي الآخر بل وقمعه، وعلى الرغم من أنِّي من أوائل من تحفَّظ على عمل المدرب الهولندي "بيرت مارفيك" وشروطه الغريبة ورفضه البقاء في السعودية ومتابعة عمله بشكل مباشر كحق مشروع وواجب مقابل ما يتقاضاه من أجور باهظة معفاة من الضرائب لا يحلم بتقاضيها في أوروبا، وقناعتي أن تعويضه ممكن، وأنَّ الفترة الطويلة التي تفصلنا عن المونديال تسمح بالتغيير إذا ما أصر "مارفيك" على تلك الشروط؛ إلا أنِّي ضد محاولة البعض تجريم التحفظ على قرار التخلي عنه أو استبدال الناجح "طارق كيال" بالمبتعد طويلًا عن العمل الرياضي "ماجد عبدالله"، وعدم منح المتحفظين حق إبداء آرائهم تحت ذريعة أنَّ المرحلة تتطلب الدعم والصمت والموافقة والمباركة، وهي ذريعة زائفة لتبرير هذا السلوك الدخيل على إعلامنا الرياضي!. المسؤول سواء كان مدرب الفريق أو رئيس النادي أو رئيس اتحاد القدم أو حتى رئيس الهيئة العامة للرياضة بحاجة دائمًا لسماع كل الآراء، سواء تلك التي تتفق معه أو تخالفه بأدب واحترام ومن دون تطاول أو تجاوز للخطوط الحمراء، ومحاولة إيجاد صوت أحادي موافق دائمًا شعاره الموافقة من بعض المستفيدين ليس في صالح المسؤول، ولن يساعد في نجاحه، وإن بدا له للوهلة الأولى غير ذلك، أما القمع والحجب وتكميم الأفواه، فالأولى به أصوات النشاز والأقلام المتجاوزة التي تدخل في الذمم وتسيء للأشخاص والكيانات، وتنشر خطاب الكراهية بين الجماهير!.
مشاركة :