شنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً على الاستفتاء الذي تم إجراؤه، أمس، في المناطق الكردية شمال العراق، وشدد على أن هذا الاستفتاء يظل باطلاً ولاغياً وغير قانوني بغض النظر عن نتائجه، وحذَّر من أنه سيكون لهذا الاستفتاء عواقبه الاقتصادية والعسكرية، كما شدد في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وحدة الأراضي العراقية، في وقت أعلنت إيران أن حدودها البرية لا تزال مفتوحة مع كردستان، بينما أعلنت دمشق رفضها القاطع للاستفتاء مشددة على أنها لن تعترف إلا بعراق موحد.وقال أردوغان، خلال منتدى في إسطنبول، إن معبر الخابور الحدودي مع العراق، والذي يعد البوابة الرئيسية للمناطق الكردية على العالم، مفتوح الآن في اتجاه حركة المرور القادمة إلى تركيا، ومن الممكن أن يتم إغلاقه كلياً في المستقبل. ونقلت صحيفة «دايلي صباح» عنه القول إن تركيا قد توقف أيضا الصادرات النفطية الكردية، وقال:«سنرى لمن ستبيع حكومة إقليم كردستان نفطها، تركيا هي التي تسيطر على الصمام»، في إشارة إلى خط أنابيب كركوك-جيهان الذي يربط حقول النفط في شمال العراق بالموانئ النفطية في البحر المتوسط. ولوح أردوغان باستخدام القوة إذا لزم الأمر، وقال:«كما قمنا بتحرير جرابلس والراعي والباب من داعش في سوريا، وإذا ما اقتضت الضرورة فإننا لن نتوانى عن اتخاذ نفس هذه الخطوات في العراق». وأضاف «قد نتوجه إلى هناك بين عشية وضحايا دون سابق تحذير». وكان رئيس الحكومة بن علي يلديريم أكد قبل قليل أن الحكومة التركية تدرس مختلف الإجراءات العقابية الممكنة رداً على الاستفتاء حول استقلال الإقليم مستبعداً في الوقت نفسه أي عمل عسكري محتمل. ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أمس، أن «الاستفتاء الذي يجري اليوم... باطل ولاغ. لا نعترف بهذه المبادرة». كما أوصت وزارة الخارجية رعاياها في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية العراقية بالرحيل إذا لم يكن وجودهم ضرورياً، محذرة من مخاطر أمنية مرتبطة بالاستفتاء.وفي الإطار ذاته، ذكرت مصادر رئاسية تركية أن أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا استفتاء كردستان عبر الهاتف وأكدا أهمية سلامة أراضي كل من العراق وسوريا. وأضافت أن الزعيمين تحدثا عن عملية أستانة فيما يتعلق بسوريا واتفقا على بحث التطورات الإقليمية بشكل موسع عندما يلتقيان في العاصمة التركية أنقرة بعد غد الخميس. من جهة أخرى، أعلنت إيران أمس أن الحدود البرية مع كردستان العراق لا تزال مفتوحة لتتراجع بذلك عن تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة الخارجية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية أن «الحدود البرية بين إيران ومنطقة كردستان العراق مفتوحة، هذه الحدود لم تغلق. في الوقت الراهن، إن المجال الجوي فقط مغلق بين إيران وهذه المنطقة». وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أعلن في وقت سابق للصحفيين أن بلاده أغلقت «حدودها البرية والجوية مع كردستان العراق بطلب من حكومة بغداد». ووصف الاستفتاء الذي ينظمه الإقليم رغم معارضة بغداد ودول مجاورة، بأنه «غير قانوني وغير مشروع». وفي دمشق، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الاستفتاء الذي أجراه الأكراد العراقيون «مرفوض»، مشدداً على أن بلاده لا تعترف إلا بعراق «موحد». وقال المعلم «نحن في سوريا لا نعترف إلا بعراق موحد» مضيفاً «نرفض أي إجراء يؤدي إلى تجزئة العراق». وشدد على أن «هذه خطوة مرفوضة ولا نعترف بها» مشيراً إلى أنه أبلغ نظيره العراقي بموقف بلاده. كما انتقد معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان الاستفتاء الذي قال إنه «وليد السياسات الأمريكية التي سعت إلى تفتيت دول المنطقة وخلق الصراعات بين مكوناتها». واعتبر، وفق تصريحات نقلتها صحيفة الوطن المقربة من دمشق، أن الاستفتاء «يضر بالعراق ويضر بالأخوة الأكراد». (وكالات)
مشاركة :