الانقسامات في صفوف حزب الجبهة الوطنية الفرنسي والبديل من أجل ألمانيا بعد تحقيق الحزبين اختراقا انتخابيا غير مسبوق، تشير إلى الصعوبة التي تواجهها أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي في تخطي الخلافات الداخلية العميقة.العرب [نُشر في 2017/09/27، العدد: 10764، ص(5)]إصغاء في وجه الضجيج فيينا - أكد مراقبون أن الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا تخوض معركة كسر عظم قبل اقتحام الحياة البرلمانية بعد الأحداث المتسارعة التي شهدها حزب البديل من أجل ألمانيا عقب تحقيق فوز مثير للمرة الأولى منذ تأسيسه. وقال جان إيف كامو، خبير شؤون التطرف الأوروبي في معهد “ايريس” للأبحاث في فرنسا، إنه “اختبار لتحقيق التوازن” الذي من الممكن أن يخرج عن مساره عندما يبدو النجاح محققا. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن المسالة “لا تتعلق فقط بالحصول على تأييد واسع وإنما أيضا بمعرفة كيفية توظيفه. وفي لحظة ما لن يعود التكتل ضد النظام كافيا”، وخصوصا عندما تشجع المكاسب الانتخابية “التكتيكات الفردية”. وتشير الانقسامات في صفوف حزب الجبهة الوطنية الفرنسي والبديل من أجل ألمانيا بعد تحقيق الحزبين اختراقا انتخابيا غير مسبوق، إلى الصعوبة التي تواجهها أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي الكبرى في تخطي الخلافات الداخلية العميقة أحيانا بين المتطرفين والمعتدلين. وخلافا لحزب الحرية النمساوي حليفهما الذي تجاوز خيبة الأمل إثر هزيمته في الانتخابات الرئاسية في ديسمبر الماضي، ويتطلع للعودة إلى الحكومة بعد الانتخابات التشريعية منتصف أكتوبر، فإن الحزبين الفرنسي والألماني تباينا في انقساماتهما فور الانتهاء من انتخابات مهمة. وأصبح حزي البديل من أجل ألمانيا الأحد، أول حزب قومي يدخل البرلمان الألماني (البوندستاغ) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبدأت معه الانقسامات داخل الحزب. وانسحبت الرئيسة المشاركة فراوكي بتري من الحزب بعد أن أبدت رفضها أن تكون نائبة عن الحزب بسبب خلافات مع أحد قادته الذي أشاد بأداء الجنود الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. وفي الجبهة الوطنية نالت مارين لوبن 33.9 بالمئة من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مايو الماضي، لكنها أحيطت علما الأسبوع الماضي باستقالة مساعدها فلوريان فيليبو، المهندس الرئيسي لاستراتيجية تلميع صورة الحزب. ومن المفارقات أن هذه الظاهرة تعيد إلى الأذهان فكرة أن نجاح الأحزاب اليمينية المتطرفة يعود إلى الجمع بين مكونات متنوعة ومتناقضة أحيانا. ويؤكد كاس مود، أستاذ مشارك في جامعة جورجيا الأميركية، هذا الأمر بالقول إنه “من النادر أن تكون الانقسامات بسبب التوجهات الأيديولوجية، بل تكون في الكثير من الأحيان شخصية أو استراتيجية”. وواجه حزب الحرية النمساوي، عميد الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، أزمة داخلية كبيرة بعد انضمامه إلى الحكومة عام 2000 إلى جانب المحافظين بزعامة فولفغانغ شلوسيل. وتمكن هاينز-كريستيان ستراكي من السيطرة بشكل وثيق منذ عام 2005 على الحزب الذي شهد مؤخرا تباينات سياسية مختلفة لكن دون انقسامات كبيرة. وقال الخبير توماس هوفر إن “خليفة يورغ هايدر فرض نهجا يتميز بالعدوان غير المباشر وروح الدعابة بدلا من نهج المجابهة”. اليمين الألماني في البرلمان، تحد بحجم كارثة
مشاركة :