سوء الظن مدخل الفتن | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 8/17/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

هُنَاك مُصطلحات كَثيرة في الحيَاة؛ تَحتاج إلَى إلقَاء الضّوء، وإنَارة مَا كَان مُعتماً فِيها.. ومِن هَذه المُصطلحَات مُصطلح "سوء الظّن"..! إنَّ هَذا المُصطلح عَائِم وشَائِك، وزئبقي الدَّلَالَة، لذَلك لا يَعرف الإنسَان مَتَى يَمتطي حصَان سوء الظّن، ومتَى يَركب حصان حُسن الظّن.. وقَد أكَّد العَرَب في أمثَالهم؛ أنَّ سوء الظّن مِن عَلامَات الإنسَان الذَّكي، حَيثُ قَالوا في أمثَالهم: "سوء الظَّن مِن عَلائِم الفِطَن"..! وقَد اختَلف أَهل العِلْم في تَفسير سوء الظَّن، ومِن أشهَر الأقوَال مَا قَاله "المَاوردي" مِن أنَّ (سوء الظَّن هو عَدم الثّقة بمَن هو لَها أَهل) .وكَذلك قَول "ابن القيّم" أنَّ (سوء الظَّن هو امتلَاء القَلب بالظّنون السيّئة بالنَّاس؛ حتَّى يَطفح عَلى اللِّسَان والجَوارِح) .فِيما قَال "ابن كثير" أنَّ (سوء الظَّن هو التّهمة والتخوُّن؛ للأهل والأقَارِب والنَّاس في غَير مَحله)..! ونَظراً لأهميّة المَوضوع، فلابُد مِن استحضَار القُرآن الكَريم، بصِفتهِ أعظَم النّصوص دَلَالة، وأَصدقهَا وضُوحاً، حَيثُ يَقول الله -عزّ وجلّ- في سورة الحُجرَات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)..! والآيَة هُنَا لَا تنفي الظَّن، بَل تَعتبر اجتنَاب الكَثير مِنه؛ سَلَامة مِن بَعض الظَّن الآثِم، والقَليل مِنه حَق، وهو مَوجود بَين النَّاس عَلى كَافة مُستويات تَعاملاتهم..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، إنَّ الظَّن وسوءه وحسنه يَرجع إليكُم، ومِن المُستحيل إعطَاء وَصفَة مَعرفيّة للإنسَان، ومتَى يَجب أن يُسيء الظّن بالآخرين، ومَتَى يَجب أن يُحسنه. فالأمر يَرجع لَكُم، ولَكن لَو سَألتموني، فأنَا دَائماً إلَى حُسن الظّن أقرَب..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :