تصنيفٌ غيرُ مألوفٍ للعالمِ والفيلسوفِ | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/26/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لَا يَحتَقرنََّ الإنسَانُ نَفسَه، ولتَكُنْ ثِقتُه بذَاتهِ كَبيرةً، لأنَّ اللهَ -عَزّ وجَلّ- كَرَّمَ بَني آدم، ومَعْنَى التَّكريم يَشملُ حُسنَ الخلقِ، ورَجَاحةَ العَقلِ، وسلَامةَ التَّفكيرِ..! إنَّني بَعد هَذه السِّياحَة الطَّويلَة في عقُول الرِّجَال، ومُقَابلات النَّاس، والاختلَاط بالبَشَر، أَدركتُ أنَّ النَّاسَ كَافّة يَنقسمُونَ إلَى قِسمين، إمَّا عَالِم، وإمَّا فَيلسوف، لأنَّ العَالِم يَسأل، والفَيلسوف يَسأل، ولَكن طَريقة السُّؤال والأسَاليب المُؤدِّية إليهِ؛ تَختلف اختلَافًا كَبيرًا، بَين سُؤال العَالِم وسُؤال الفَيلسوف..! كُنتُ أعتَقدُ أنَّ هَذا التَّقسيم ابتكَارٌ عَرفجيٌّ، لأنَّني أرَى النَّاس مِن حَولي يَسألون عَبر طَريقتين فَقط، هُمَا: لِمَاذا؟ وكَيف؟ ولَكن بَعد التَّبحُّر في القِرَاءَات، والغَوص في بطُون الكُتب، وَجدتُ هَذا التَّقسيم؛ في أَحَد كُتب الأَديب الكَبير «إحسان عبدالقدوس»، وأعنِي بِهِ كِتَاب: «أيَّام شَبَابي»، حَيثُ سَاق الحوَار عَلى النَّحو التَّالي: (هَل تَعرف الفَرق بَين الفَيلسوف والعَالِم؟ أو بَين الفَلسفة والعِلْم؟! إنَّ العِلْم يَسأل: كَيف؟ والفَلسفة تَسأل: لِمَاذا؟ هَذا هو كُلّ الفَرق. فإذَا سَألتَ نَفسك كَيف أتزوّج؟ فأنتَ عَالِم. وإذَا سَألتَ نَفسك لمَاذا أتزوّج؟ فأنتَ فَيلسوف. فإذَا كُنتَ عَالِمًا فستَعتمد عَلى حَواسك في البَحث عَن زَوجة.. عَينيك وأُذنيك وعيُون وآذَان الآخرين، الذين سَبقوك في الزَّواج، وخَاضُوا سِلْسِلَة مِن التَّجارب. أمَّا إذَا كُنتَ فَيلسوفًا؛ فإنَّك ستَنطلَق بعَقلك وَحده، إلَى أنْ تَضَع نَظريّة، ثُمَّ قَد تَتزوَّج أو لَا تَتزوَّج)..! بَعد هَذا أقول: إنَّك -أيُّها الإنسَان- مَحظوظٌ بعَقلك، الذي سيَجعلك إمَّا فَيلسوفًا، وإمَّا عَالِمًا، أمَّا مَن تَكون؟ فهَذه مَسألة تَرجع لَك، لأنَّك أَنتَ الذي تُحدِّد حِين تَسأل بـ»كَيف؟ ثُمَّ كَيف؟ ثُمَّ كَيف؟»، ستَنتهي بِكَ الأمُور إلَى أنْ تَكون عَالِمًا. أمَّا إذَا سَألتَ بـ»لِمَاذا؟ ثُمَّ لِمَاذَا؟ ثُمَّ لِمَاذَا؟»، فستُصبح في آخر المَطَاف فَيلسوفًا..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نُذكِّر بأنَّ الأسئِلَة بوّابة المَعرفة -أيًّا كَان شَكلها-، وقَد قَال سَلفنا الصَّالح: (إنَّ العقُول أقفَال، والأسئِلَة مَفاتيحها)، فاللهَ اللهَ يَا قَوم؛ أكثِرُوا مِن نَسخ المَفاتيح، وصَبّها واستخدَامها..!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :