منذ عامين تقريباً.. وبعد أن أجريت بعض العمليات الجراحية.. أصبحت شبه ملتزم بزيارة دخنة.. الحي السابق الذي عشت فيه مرحلة طفولتي ثم شبابي وما بعد مرحلة زواجي الأول.. تزايدت الزيارات بحيث تجاوزت دخنة إلى كل الأحياء السكانية جنوباً.. تلك الأحياء في بعضها أعرف مواقع وجود أقاربي وبالذات أخي الكريم - رحمه الله - محمد العبدالله.. وكان هناك أيضاً المرحوم محمد المحمد السديري وبندر الأحمد السديري - رحمه الله - كما أنه كان لي ارتباط قوي بنوعية السكان في دخنة - بالذات في مرحلة الشباب - حيث التزمت بصداقات متعددة مع بعض الشباب هناك الذين كنت أذهب معهم إلى ملاعب كرة القدم، ولم أكن، لا بمعلوماتي ولا بنوعية نظري آنذاك، قادراً على أن أكون صاحب مفاهيم رياضية دقيقة.. لكن ما حدث هو أنني أصبحت كاتباً رياضياً، حيث أكسب المعلومات من رفاقي آنذاك.. ثم بعد ذلك توفرت لي معلوماتي الدقيقة.. بعد معالجة أوضاع النظر.. أجزم أنني في طفولتي وشبابي تشرفت مع والدتي - رحمها الله - التي كانت الأم والأب والعم والخال بكفاءتها.. تشرفت بسكن ستة منازل هناك.. وفي تجوالي داخل دخنة لم أعثر ولا على منزل واحد.. الكل ذهب.. وليته ذهب بوجود موقع جديد في مكانه القديم لكن الذي حدث أن البعض اختفى وبعض آخر بقي منه نصفه مهدماً وغير قابل حتى أن تنظر إليه.. لم يعجبني ما حدث.. وجود المباني القديمة.. ليس ضرورة بالطبع إلا ما سوف تتم المحافظة عليه كنموذج للسكن القديم.. وهو ما سوف يتم قريباً.. حيث عرفت أن مشروعاً كبير الامتدادات ومتعدد الاحتواء الفني الذي سيحافظ على وجود السكن القديم خصوصاً «حي الدحو» الذي سيعاد ترميمه، وكان للدحو ماضٍ لا يقل عن عام، وهو بهذا صاحب أقدمية متميزة.. يتواجد جوار شارع محمد بن إبراهيم - مفتينا القديم - حين كنت مع طفولة دخنة، وجوار شارع القري آنذاك (المدينة المنورة)، ثم يأتي الامتداد جنوباً حتى شارع الأعشى المعروف حالياً، ومن شارع الإمام عبدالعزيز بن محمد غرباً إلى طريق الخرج شرقاً.. ويتوقع أن تكون المساحة حوالي خمسة عشر مليون متر مربع تمثل وسط الرياض القديم.. هذا جزء من جهود الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وهي برئاسة أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله..
مشاركة :