الأمم المتحدة تشيد بدور المغرب في القضايا الإقليمية والدولية فرض المغرب نفسه رقما صعبا في الملفات الهامة على الصعيد الإقليمي والدولي. وأشادت أطراف أممية بأهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية المغربية في عدد من الملفات الهامة.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/09/28، العدد: 10765، ص(4)]تعزيز موقف الرباط أمميا الرباط - أشادت منظمة الأمم المتحدة بالأدوار الإقليمية والدولية التي يقوم بها المغرب على كافة المستويات وبانخراطه التام في جهود حفظ السلام والاستقرار والأمن بكل الوسائل مما جعله شريكا لا غنى عنه في العديد من الملفات الشائكة ومنها تلك المرتبطة بتحديات التنمية في أفريقيا ومحاربة الجماعات الإرهابية. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة أبرزت مكانة المغرب كشريك يحظى بالاحترام بفضل القيادة المتبصرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس. وأضاف أن الزخم الذي أعطاه الملك محمد السادس للعمل الدبلوماسي مكّن المغرب من تعزيز وجوده في القارة الأفريقية وتنويع شركائه وتقوية شراكاته التقليدية. وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال مباحثات مع بوريطة بنيويورك، بالدور القيادي للعاهل المغربي خصوصا في مجالات الهجرة والتنمية في أفريقيا ومكافحة التغيرات المناخية ومحاربة الإرهاب. كما أثنى غوتيريس على دور المغرب الاستثنائي والمتميز في عمليات حفظ السلام والقضايا الإقليمية من بينها الوضع في ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى. وأكد بوريطة، بخصوص ملف الصحراء المغربية الذي يحظى بأهمية قصوى في السياسة الخارجية للمملكة، أن القضية كانت حاضرة في جميع المباحثات الثنائية وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة. واعتبر بوريطة أن هذه المباحثات كانت فرصة “للتأكيد مجددا على موقف المغرب الواضح من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع الإقليمي المصطنع، حل يحفظ السلامة الترابية للمملكة ووحدتها الوطنية”. وشدد على أن الحل “يستند إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي كانت محط ترحيب من قبل المجتمع الدولي، والمشار إليها في مختلف قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.الزخم الذي أعطاه الملك محمد السادس للعمل الدبلوماسي مكن المغرب من تعزيز وجوده في القارة الأفريقية وعلى المستوى الأفريقي لازالت علاقات المغرب مع دول المنطقة تتعمق خاصة مع دول كانت تتشدد في مناهضة مصالح المغرب ووحدته الترابية داخل وخارج القارة. وفي هذا السياق أكد وزير خارجية تنزانيا أوغستين ماهيغا، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه “بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي فإن التطلعات كبيرة في أفريقيا من أجل أن تكتسب المفاوضات بشأن هذه القضية المدرجة ضمن أجندة مجلس الأمن زخما متجددا”. وأكدت تنزانيا خلال جلسة المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن قضية الصحراء المغربية تعد من اختصاص مجلس الأمن الدولي فقط. وفتحت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي والتي أشادت بها جل دول القارة الطريق للمغرب كي يقدم طلبا بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا. وسيتم الحسم في انضمام المغرب إلى مجموعة “أكواس” في الـدورة 16 للمنظمة المقرر تنظيمها في شهر ديسمبر المقبل، حيث اعتبر جيفري أونياما وزير الخارجية النيجيري أنه من “الناحية المبدئية لا يوجد ما يمنع المغرب من الدخول إلى هذا التكتل القاري بقدر ما يتعلق النقاش حول مدى الربح الذي ستجنيه المنظمة من وراء هذا الانضمام”. وتضغط البعض من اللوبيات المحسوبة على خصوم المغرب بهدف ألا يصبح المغرب عضوا بالأكواس. وكشف بوريطة، خلال اجتماع جمعه مع ماسيل داسوزا رئيس لجنة المجموعة التجارية لدول غرب أفريقيا، أنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة العمل على إنجاز جميع الخطوات المتبقية “من أجل الانضمام إلى المجموعة؛ لأجل العمل سويا على تحقيق الاندماج وإعطاء نموذج للتعاون”. وشدد بوريطة على أن الانضمام إلى المجموعة هو خيار استراتيجي نابع عن إرادة قوية للدولة المغربية، من أجل تقوية العلاقات التاريخية والإنسانية والسياسية والاقتصادية التي لطالما كانت تربط المملكة مع هذه الدول. وقال داسوزا إن “المغرب مرتبط تاريخيا واقتصاديا مع جل دول المجموعة بشكل ثنائي في مجالات عدة، سواء تعلق الأمر بالصناعة والتجارة وغيرهما”. وأبرز بوريطة أن المشاركة المغربية في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة مكنت من استخلاص ثلاثة استنتاجات رئيسية ومنها خاصة “التقدير الكبير لعمل ودور الملك محمد السادس” والمصداقية التي تحظى بها مبادراته على المستويين الإقليمي والدولي. كما تؤكد مشاركة المغرب، بحسب بوريطة، على تعزيز مكانته كشريك تسعى العديد من بلدان العام في أميركا اللاتينية والوسطى وآسيا إلى إقامة شراكات معه. وأضاف أن “الاجتماعات التي جرت على هامش هذا المحفل الدولي مكنت من تحديد محاور خلاقة ومبتكرة للتعاون مع مختلف الشركاء”. وأكد بوريطة، نظرا لإسهام المغرب الكبير في حل القضايا التي تواجه المجتمع الدولي، على مشاركة الوفد المغربي في عدة اجتماعات مصغرة على هامش الجمعية العامة لتقديم التجربة المغربية، حيث حظي العمل الذي يقوم به المغرب في هذه المجالات بالتنويه. وفي هذا الصدد بحث البرنامج الأممي والمغرب من خلال الوكالة المغربية للتعاون الدولي، على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إمكانية العمل على بلورة شراكة من أجل القارة الأفريقية. ونوه رئيس هذه الهيئة الأممية أشيم ستينر، بالالتزام الشخصي للعاهل المغربي الملك محمد السادس من أجل التنمية في أفريقيا وبالرؤية الملكية للنهوض بالتعاون بلدان جنوب القارة. وأكد ستينر للسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال على اهتمام البرنامج الأممي ببلورة برنامج تعاون مع المملكة المغربية يرتكز على مبادرات ومشاريع مشتركة لفائدة التنمية البشرية في أفريقيا. كما اقترح إرسال وفد من الخبراء قريبا إلى المغرب للتباحث مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي حول أهداف ومحاور هذه الشراكة. وتعمل الوكالة المغربية للتعاون الدولي لفائدة القارة الأفريقية في مجالات مختلفة ذات صلة بتنمية الرأسمال البشري وتطوير المشاريع. محمد بن امحمد العلوي
مشاركة :