لا وقت للتنظير | أنس زاهد

  • 8/22/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحدثتُ في مقال سابق عن بعض المضلّلِين وبعض الذين فقدوا توازنهم نتيجة متابعتهم المشاهد الدموية التي تحدث في الشقيقة الكبرى مصر من على الفضائيات، وقلتُ بأن هؤلاء لا يعوا خطورة الموقف ولا يقدرون حجم اللحظة التاريخية التي تمر بها مصر والأمة العربية كلها. إذا أردتم أن تعوا مدى خطورة الموقف، فعودوا إلى المواقف الغربية بقيادة أميركا، التي وصل تواطؤها مع الإرهاب الإخواني، حد العمل على تنفيذ مخطط لعزل مصر دوليًا، هذا الغرب الذي لم يجد حرجًا في غزو دولتين مستقلتين ذاتا سيادة هم العراق وأفغانستان، نتيجة لتعرض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية ما زالت الشكوك تحوم حول مدى مسؤولية أجهزة الأمن الأميركية عن وقوعها! هناك كما قلت سابقًا مؤامرة غربية تستهدف كيانات دول في المنطقة، من العراق إلى مصر إلى ليبيا إلى تونس والسودان، فهل المطلوب أن تسكت أجهزة الدولة في مصر عن المؤامرة التي تستهدف سيادتها ووحدة أراضيها، خصوصًا أنها منحت الفرصة تلو الفرصة للحوار، وسعت إلى فض التجمعات غير السلمية بكل الوسائل، ومنحت الجماعة أكثر من أربعين يومًا، متجاهلة الدعوات على الجهاد التي كان خطباء مسجد رابعة العدوية يكررونها حتى قبل سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي؟! إن كل من يُحمِّل مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية في مصر مسؤولية ما تم إراقته من دماء، ويتجاهل كل جرائم الإخوان التي وصلت حد استخدام بيوت الله لإطلاق الأعيرة النارية من فوق مآذنها مطالب باقتراح حلول بديلة للتعامل مع الإرهاب.. أم أن شن حرب استنزاف ضد الجيش وحرق أقسام الشرطة واستهداف الضباط والعساكر وترهيب الناس باستخدام السلاح في المظاهرات وحرق الكنائس والتعدي على حرمة المساجد واستهداف مقار المحافظات والوزارات، ليست أعمالًا إرهابية في نظر هؤلاء؟! الإرهاب لا يمكن مواجهته بالورد، وسيادة الدولة لا يمكن التهاون فيها إذا ما تعرضت للخطر. وإذا كنا جميعًا نأسف لإراقة قطرة دم واحدة أيًا كان الانتماء السياسي لصاحبها، ونطمح في أن تتحلَّى الشرطة والجيش بأقصى درجات ضبط النفس وبأعلى مستويات التحضر في ممارسة مهامها الجسيمة رغم كل الشهداء الذين يسقطون منها، فإنه لا يسعنا إلا أن نتذكّر ما فعلته عناصر الأمن المركزي التي حالت بعد فض اعتصام مسجد الفتح، بين الإرهابيين والمغرر بهم من الذين كانوا متواجدين بالمسجد، وبين الجموع الحاشدة من أبناء الشعب التي كانت في طريقها للفتك بهم، لولا يقظة الشرطة وحرصها على حمايتهم بعد كل ما ارتكبوه من جرائم. إن أكثر الدول المدنية في العالم، لا يمكنها أن تسكت عن دعاوى الجهاد ضد جيشها وشرطتها، ولا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي أمام استخدام السلاح، ولا داعي هنا لاسترجاع ما فعلته أميركا بالمعتصمين السلميين قبل عامين في إحدى حدائق مدينة نيويورك، فضلًا عما فعلته وما زالت تفعله بمعتقلي غوانتانامو الذين لم يقدموا للمحاكمة منذ أكثر من عشر سنوات، الوقت لا يحتمل تنظير دراويش حقوق الإنسان من الواقعين تحت تأثير الغرب الاستعماري. anaszahid@hotmail.com anaszahid@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :