أولت حكومتنا الرشيدة أمر الحرمين الشريفين اهتماماً كبيراً وصرفت الأموال وأجرت التوسيعات لمساحتهما وأقامت المباني المتينة لتدوم أعواماً عديدة . وعينت الرجال والنساء في أروقتهم وعند الكعبة الشريفة وعند مقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأجزلت لهم الأجر وهؤلاء مسئولون أمام الله وهم في مقام شريف ويكسبون أجراً وأجرة وقد كتبنا عن البعض منهم الذين لا يحسنون التعامل في مقام النبي صلى الله عليه وسلم وعند قبره الشريف وقد قال الله تعالى في حق من لا يحسن التعامل بجانب الحبيب صلى الله عليه وسلم وأدنى ذلك رفع الصوت والحدة في القول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ). وقد روى البخاري ومسلم - واللّفظ له - وعن أَنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال:لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ، جَلَسَ ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ في بَيْتِهِ [ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ ]، وقال: أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ! .. وقول الله عز في علاه ينطبق على مقام النبي الكريم صلوات ربي عليه وسلامه حياً وميتاً فقد ذكر ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " أنّه يحرُم رفعُ الصّوت أيضاً عند قبره صلّى الله عليه وسلّم، كما كان يُكره في حياته صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّه محترم معظّم حيّا وميتا "اهـ.والدليل أن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه قد رأى - رجلين يرفعان صوتهما عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهما وقال لو كنتما من أهل المدينة لأوسعتكما ضرباً . ووعد الله غاضي الأصوات عند المقام الشريف مغفرة وأجراً عظيماً والدليل قول الله جل جلاله ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) . وما دعاني لكتابة ما سبق إلا أنه في يوم السبت الماضي عندما قمت بزيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم لأننا أهل المدينة المنورة نستغل أيام البصارة وهي الأيام التي تخلو فيها المدينة المنورة من المعتمرين والزائرين والحجاج ونتمتع بزيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم وبالصلاة في الروضة الشريفة جنة الله في مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم وعندما اتجهت الى الروضة والحمد لله صليت مجاوراً للقبر الشريف من الناحية الغربية وعند استعدادي للقيام والذهاب أحببت أن ألقي السلام على الحبيب صلى الله عليه وسلم من ذلك الموضع المبارك فاذا بالواقف خلف ما أُوجد حديثاً لوقوف المنظمين يأتي مسرعاً رافعاً صوته الزيارة من هناك فلما أقترب قلت له اخفض صوتك لا يحبط عملك وعملي فإذا به يزداد حدة وأنا أقول له اسكت واخفض صوتك الزيارة جائزة من هنا وهناك قال إذاً زور من بيتك " يا له من قول ليس فيه أدب ولا حكمة "فتركته ومشيت وهو يزيد من رفع صوته ويبتسم ابتسامة عريضة وأنا أرى ذلك حتى إني بت أسمعه عن بعد وبهذا الاصرار العجيب على رفع الصوت عند المقام الشريف على صاحبه صلوات ربي وسلامه وخوفي على هذا النفر أنه كسب الاجرة الدنيوية وحبط عمله هدانا الله وإياه وأمثاله الذين هم لهم وجود في المقام الشريف الى الحق فنسأل الله العفو والعافية والسلامة من الاثم قولاً وعملاً . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :