الموقف الإيراني من الثورة الشعبية الفريدة التي أيدها الجيش والشرطة في مصر للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين الفاشي ، هو موقف لم يستجب لمتطلبات الأمانة ، ولم يرقَ إلى الحد الأدنى من القدرة على القراءة السياسية الناجحة للحدث . التصريحات الرسمية التي وردت من طهران بخصوص الأزمة ، حملت إشارات متناقضة ، ولم تحتوِ صراحة أو حتى تلميحاً ، على أية عبارات تعكس احترام الحكومة الإيرانية لإرادة الشعب المصري! ردة الفعل الإيرانية تجاه ثورة الثلاثين من يونيو والتي جاءت لتصحح مسار ثورة الخامس والعشرين من يناير ، هي ردة فعل تتسم (( بالخيابة السياسية )) لأنها تقوم على التذاكي . والتذاكي خطيئة كبرى في المواقف الفاصلة والمحطات المفصلية في تاريخ الشعوب . بالنسبة لما حدث في مصر ، فإن المطلوب ردود أفعال واضحة ، لا تقبل اللبس ، وخالية من المناورة . المناورات السياسية لا مكان لها في الثورات الشعبية ، حيث يجب أن تكون مع أو ضد ، مؤيد أو معارض ، داعم أو عائق . في النهاية لا توجد قوة في الدنيا تستطيع أن تقف في وجه شعب قرر أن يكتب مصيره بيده وقرر أن يعدل مسار تاريخه بإرادته . في النهاية الخاسر هو من يقف في وجه الشعوب في مثل هذه اللحظات التاريخية . بيان الخارجية الإيرانية الذي حاول الإيرانيون من خلاله ، الإمساك بالعصا من المنتصف ، احتوى على قدر من الفوقية التي لن تلق قبولاً لدى الشعب المصري ولا لدى المتعاطفين معه . الحديث تارة عن (( الاعتقالات الأخيرة )) وتارة أخرى عن (( السلوك المخرب لبعض التيارات المتطرفة )) ، يحتمل العديد من التأويلات ويحتوي على إشارات متناقضة لا تتناسب وخطورة الحدث وعمقه الوطني والقومي والثوري . أما تصريحات عضو مجلس هيئة الشورى الإيراني محمد دهقان والتي طالب من خلالها بعدم تحميل أخطاء مرسي للإخوان ، ثم قام بالتشكيك في وطنية الرئيس عدلي منصور والدكتور محمد البرادعي ، فلا يفهم منها إلا الرغبة في ممارسة الوصاية على مصر ، فأي غباء هذا ، وأي غرور وأي تبجح ؟ القراءة المتأنية للموقف الإيراني ، تشير إلى حرص إيران على إبقاء حالة عدم الاستقرار في المنطقة على ما هي عليه . الإيرانيون ، حالهم حال الأتراك ، كانوا أكبر المستفيدين من حالة الفوضى التي أعقبت ما يسمى بالربيع العربي . لقد وجد البلدان صاحبا المشروعين الإقليميين الكبيرين ، في حالة الفوضى والفراغ والاستقطاب الطائفي ، الفرصة في تعميق نفوذهما في المنطقة . وبالنسبة لإيران بالتحديد ، فقد استطاع الإيرانيون تسويق أنفسهم في الوطن العربي باعتبارهم حماة الشيعة العرب ، ساعدهم في ذلك تطرف الإخوان المسلمين الذين كانوا إحدى أهم أدوات مشروع الفتنة الطائفية ورأس الحربة في حملات التحريض المذهبي . مصر مستهدفة من جميع المشاريع الإقليمية في المنطقة ، مصر مستهدفة من جميع المشاريع الإقليمية في المنطقة ، الإسرائيلي والتركي والإيراني . السؤال هو : هل سيكون المصريون في مستوى التحدي ؟ anaszahid@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :