أبوظبي: رانيا الغزاويأكد الدكتور أيمن رحماني، رئيس قسم طب الأطفال بمستشفى توام في مدينة العين، دور المعالجة السريرية للأطفال، والتشخيص الصحيح لتشنجات الأطفال، وعدم إعطائهم الأدوية الخاصة بالصرع، دون التأكد من الإصابة به.أشار أيمن رحماني إلى أهمية فحص وقياس نسبة الأكسجين بالدم، من خلال سحب عينة من أطراف الطفل، مثلما يُجرى للأطفال حديثي الولادة قبل مغادرة المستشفى؛ لما له من دور في الكشف المبكر للعيوب الخلقية وأمراض القلب الوراثية، حيث يولد 1% من الأطفال بمرض وراثي في القلب، ويعاني بعضهم أمراض القلب الوراثية الحرجة، وهي مجموعة من الأمراض تسبب صدمة دورانية بالقلب، أو ازرقاقاً بالوجه، ويتم تأكيد تشخيص الإصابة بعيوب القلب الوراثية، من خلال إجراء صورة تلفزيونية لقلوب الخدّج الذين ولدوا قبل31 أسبوعاً، حيث إن 1 من بين كل 500 طفل معرض للإصابة به، وتساهم الصورة التلفزيونية في ملاحظة تشوهات القلب، في حال كان مستوى الأكسجين بالدم أقل من 95%، مما يعني وجود نقص يستوجب العلاج. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الأول لأحدث سبل العلاج في طب الأطفال، الذي عقد أمس في فندق الإنتركونتيننتال في أبوظبي، بتنظيم من مستشفى برجيل، وضم 12 متحدثاً من المتخصصين في طب الأطفال محلياً وعالمياً، وتمت خلاله مناقشة مستجدات العلاج في أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال، وأمراض الدم والأورام والعدوى.سبل العلاج الحديثةوقالت الدكتورة هالة الهجرسي، استشارية أمراض الأطفال، رئيسة قسم طب الأطفال بمستشفى برجيل، رئيسة المؤتمر: «يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات في طب الأطفال بعدد من المنشآت الصحية محلياً وعالمياً، الخاصة بأمراض الأطفال في جميع التخصصات وعرض التجارب، ومناقشة أهم سبل العلاج الحديثة التي تتضمنّها أمراض الأطفال، سعياً إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة». من جهته أوضح الدكتور أحمد محمد عبد العال، استشاري طب الأطفال، وأمراض الدم لدى الأطفال بمستشفى برجيل في أبوظبي، أن الأنيميا تعد من أكثر أمراض الأطفال انتشاراً على مستوى العالم، فيما يتعلق بأمراض الدم، حيث يصاب به 1,6 مليون طفل بنسبة 24% من أطفال العالم، منهم 1,3 طفل يعانون أنيميا نقص الحديد، التي تحتل المرتبة الأولى وهي الأكثر شيوعاً، و40% نسبة الأطفال الذين يعانون أمراض الأنيميا في الدولة، وأكثر من نصفهم مصابون بأنيميا نقص الحديد.وتؤثر الأنيميا بشكل رئيسي في عملية الفهم والتركيز والنشاط الحركي، مما يساهم في ضعف التحصيل الدراسي، نتيجة عدم وصول الدم بصورة كافية إلى الدماغ، وبالتالي عدم تغذية الخلايا بشكل جيد. وأوضح أن فحص ما قبل الزواج يكشف إمكانية إصابة الجنين بالثلاسميا؛ كونه أحد أمراض الدم، مشيراً إلى أن تشخيص الثلاسيميا قد يتداخل مع عدد من الأمراض، ما يستدعي ضرورة قراءة صورة الدم بشكل صحيح. نقص المناعة الأوليةمن جهته أوضح الدكتور أندرو جينيري، استشاري المناعة لطب الأطفال، بجامعة نيوكاسل في لندن، أن العدوى المتكررة أو المستمرة تعد مظهراً رئيسياً من مظاهر نقص المناعة الأولية، وأن الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة والعدوى المتكررة، كالطفح الجلدي المستمر، حيث إن معظم الأطفال المصابين بالعدوى المتكررة لديهم مناعة طبيعية، مشيراً إلى مدى أهمية التعرف إلى الأطفال المعرضين لمرض نقص المناعة، وعمل الفحوص الوراثية، وفحوص الدم، وتقديم العلاج اللازم، الذي يوفره التشخيص الدقيق والفوري، والتنبّه إلى الأعراض المتكررة كالصداع وآلام العظام، وعدم القدرة على المشي، حيث تكون مؤشراً لوجود أورام.يعانون خللاً بالنمووقال الدكتور جمال الجعبة، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري عند الأطفال، ورئيس قسم الأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي: «50% من الأطفال الذين يراجعون عيادة الغدد الصماء في المدينة، يعانون خللاً بالنمو، منهم 10% لديهم خلل في هرمون النمو، ويتم علاجهم عن طريق حقن تعطى لمرة واحدة يومياً، وتساعد على تحسين النمو في حالة وجود قصر شديد في القامة، مع نقص هرمون النمو، ويتم عمل فحص متخصص لتقييم خلل هرمون النمو، يسمى بفحص تحفيز إفراز هرمون نموّ بواسطة دواء معين، يتم بعده تحليل مستوى هرمون النمو كل نصف ساعة، على مدى 3 ساعات».وأشار الدكتور محمد مقدادي، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والتغذية والكبد عند الأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية، إلى المخاطر الناتجة عن تناول الأطفال لمواد التنظيف، التي تحتوي على مواد كاوية كالكلور والمبيضات، حيث يتم أسبوعياً استقبال 4 حالات في مدينة الشيخ خليفة الطبية، يتناول معظمهم مواد التنظيف ومنتجات العناية الشخصية.وحذّر مقدادي ذوي الطفل في حال ابتلاعه هذه المواد من إعطائه مياه للشرب، أو حليباً قد يؤدي إلى الارتجاع، مما يساهم في حرق المريء أو المعدة مرة أخرى، داعياً إلى التوجه على الفور إلى قسم الطوارئ، وقد تؤدي المواد الكيماوية التي تم ابتلاعها إلى ضعف في وظيفة المريء، فيما بعد أو وجود سرطانات على المدى البعيد، ويقوم الطبيب المعالج بالتحدث إلى مركز التسمم لمعرفة تأثير المادة.ولفت إلى أن مواد التنظيف التي تباع في المتاجر تخضع لرقابة عالية، ويكون تركيز المواد السامة فيها بنسب متوازنة مصرح بها، داعياً الأهل إلى عدم شراء المواد المنظفة مجهولة المصدر، والتي تصنع بشكل عشوائي، مؤكداً أن 40% ممن يشربون هذه المواد، هم أكثر عرضة لحرق المريء والمعدة، وعدد من المضاعفات الناتجة عن ذلك.
مشاركة :