كشف المدير التنفيذي لبرنامج «كوادر»، عيسى الملا، عن مبادرة جديدة تهدف إلى تغيير القناعات الشخصية لشباب المواطنين، في ما يتعلق بفكرة وشكل الوظيفة التقليدية، لينتقلوا من مرحلة الموظف إلى مرحلة أصحاب مشروعات وأعمال. صدمة في البداية توقع المدير التنفيذي لبرنامج الإمارات الوطني لتشغيل الكوادر الوطنية، عيسى الملا، أن تمثل فكرة المبادرة «صدمة في البداية»، لاسيما أن الشباب ستنتابهم مخاوف صحية - بحسب وصفه - تتعلق بكيفية تسويق مشروعاتهم واحتمالية الفشل. وقال: «هنا يأتي دورنا، إذ سنقوم بتدريبهم على كيفية تفادي معظم الأخطاء التي قد تؤدي إلى الإضرار بمشروعاتهم». وأكد الملا لـ«الإمارات اليوم» أن المبادرة، التي تحمل اسم «بدايتي»، تعكس فكرة بدء الحياة العملية، وستوفر مجموعة من الأفكار لمشروعات تحتاج إليها سوق العمل، وستعرضها على شباب المواطنين ليقوموا بتنفيذها بدعم ومساعدة من البرنامج، كما ستشجعهم أيضاً على عرض ما لديهم من أفكار يمكن تنفيذها، لافتاً إلى أن المبادرة التي تم إطلاق نسختها التجريبية استعانت بمؤسسة عالمية متخصصة في مجال تدريب الأشخاص الراغبين في الانتقال من مرحلة الموظف إلى التاجر أو صاحب الأعمال. وتفصيلاً، أطلق برنامج الإمارات الوطني لتشغيل الكوادر الوطنية «كوادر»، مبادرة جديدة تهدف إلى تغيير قناعات المواطنين الراغبين في الحصول على وظائف، من الفكر التقليدي إلى فكر مبتكر يحوّلهم من مجرد باحثين عن عمل إلى أصحاب مشروعات. وأبلغ المدير التنفيذي لبرنامج «كوادر»، عيسى الملا، «الإمارات اليوم» بتفاصيل المبادرة التي أُطلق عليها اسم «بدايتي»، لتعكس فكرة بدء الحياة العملية، موضحاً أنها تهدف إلى تحسين الوضع الوظيفي للمواطنين، وتغيير قناعاتهم الشخصية في ما يتعلق بفكرة وشكل الوظيفة التقليدية، لينتقلوا من مرحلة الموظف إلى مرحلة أصحاب مشروعات وأعمال. وقال: «نحن دائماً ما نتحدث عن عملية التوظيف العادية أو التوظيف التقاعدي، لكن لم نتطرق إلى أي مبادرة وطنية تتبنى فكرة تغيير القناعات لدى الشباب المواطنين، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة مبادرة (بدايتي)، التي نسعى من خلالها لأن يصبح أكبر عدد ممكن من الشباب أصحاب أعمال ومشروعات، بدلاً من أن يبقوا داخل دائرة الباحثين عن فرصة للتوظيف». وأضاف: «تغيير القناعات الوظيفية عملية ليست بسيطة أو سهلة، لكن نتائجها ستنقل أغلب الشباب المواطنين من مرحلة السلبية إلى مرحلة التطوير والتفكير خارج الصندوق، ما سيخلق بيئة جديدة لهم في مجال ريادة الأعمال». وتابع الملا: «الهدف من هذه المبادرة الجديدة كسر الصورة النمطية في بحث المواطنين عن العمل، فنحن لدينا مجموعة من الأفكار لمشروعات تحتاج إليها سوق العمل، وحينما يأتي إلينا المواطن الباحث عن العمل، سنبحث معه عن المشروع الأفضل لسوق العمل، ليدخل به مجال ريادة الأعمال، كما سنشجعه أيضاً على عرض ما لديه من أفكار، على أن نتبنى الأصلح والأنسب لسوق العمل بالدولة»، مؤكداً أن «كوادر» اتخذت إجراءات عدة لمواجهة وتذليل أي عقبات تواجه مبادرة «بدايتي»، إذ استعانت بمؤسسة عالمية متخصصة في مجال تدريب الأشخاص الراغبين في الانتقال من مرحلة الموظف إلى التاجر أو صاحب الأعمال. وأشار إلى أن مبادرة «بدايتي» تختلف عن المبادرات والبرامج الموجودة في مجال المشروعات الصغيرة، إذ إن الأخيرة تقدم المساعدات لمن يذهب إليها، بينما ستسعى «بدايتي» إلى البحث عن المواطنين الراغبين في العمل والجلوس معهم لإقناعهم بالمبادرة وجدواها. وقال: «نحن بدأنا الإطلاق التجريبي للمبادرة بالفعل، إذ قمنا بالاتصال بـ50 مواطناً، جميعهم من حَمَلة المؤهلات العليا، دعوناهم للمشاركة في ندوة تعريفية بالمبادرة، وتلقينا تأكيد حضور من 30 شخصاً، حضر منهم تسعة أشخاص حتى الآن»، معتبراً: «محدودية أعداد المتفاعلين مع المبادرة في مراحلها التجريبية، تمثل ميزة وليست عيباً». وفسّر الملا ذلك بالقول: «من تلقوا الدعوة فرزوا أنفسهم بأنفسهم، بمعني أن الذين تفاعلوا مع اتصالاتنا هم من لديهم الإصرار والطموح على تغيير نمط التفكير التقليدي في الحصول على العمل الأنسب، ومن ثم بدأنا تشكيل فريق منهم سيكون نواة لبدء مشروعات صغيرة، ثم منحناهم أسبوعين مهلة لإعداد دراسات وافية من وجهات نظرهم لتساعدهم على إنجاح مشروعاتهم، وذلك لطرحها علينا والتناقش حولها قبل بدء دورة تدريبية متخصصة لكل مشروع».
مشاركة :