يختلف الناس حول وجود ازمة سكن بالمفهوم الكامل والشامل للسكن قصرا كان أم فيلا أم بيت أم شقة.. فمن قائل إنها بالفعل أزمة سكن ومن قائل إنها أزمة تملك.. ومن الواضح ان المصطلح ” أزمة سكن” بدأ يختفي تدريجيا على الاقل في وسائل الاعلام وهو الذي كان عنوانا ثابتا على مر السنوات. من الواضح كذلك أنه مع تعدد وسائل الاعلام ودخول الاعلام الحديث بوسائله وأدواته وتقنياته المتعددة بدأت المفاهيم والتصورات تختلف قياسا بما يتم رصده ومعاينته وتحقيقه على الطبيعة. إن أزمة سكن تعني عالميا أن أغلب الناس يسكنون في صفيح أو في عشش او في بيوت من جذوع الأشجار كما في الهند و البرازيل وأنحاء متفرقة من افريقيا والعالم. ولأن ذلك كذلك، فقد أراد البعض تصحيح المعنى قائلا إنها ” أزمة تملك” إلا أن هذا الطرح مردود عليه أيضا إذا علمنا أن أكثر من 60% من السعوديين متملكين حسب تقرير هيئة الإحصاء الأخير. إذن ما المشكله؟ هل هي مشكلة إعلامية بحكم إصرار البعض على تسمية الأزمة وبحكم إستسهال بعض الإعلاميين لنشر أرقام ومعلومات وعراقيل قديمة؟ أم هي مشكلة النقص في المعلومة وفي المعاينة على أرض الواقع؟ قد يرى البعض أن ثمة إصرار غير مبرر على إستخدام أزمة سكن تفرضه دغدغة مشاعر البعض والإيحاء بالإستغراق في هموم وقضايا المجتمع.. وهذا حق أصيل ونربأ بالاعلاميين أن يراد به باطل..ولكن واقع الحال يفرض على الجميع شيئا من التعقل والفهم والانصاف دون جلد الذات او جلد الاخرين بلا سبب. في المقابل قد تكون المشكله في جانب كبير منها معلوماتية او إعلاميه وتلك قضية اخرى او أزمة أخرى لسنا بصدد التعرض لها الآن ونحن نتحدث عن السكن. ومن ثم فلنعد طرح السؤال بطريقة اخرى: هل هي أزمة اولويات؟ الاجابة التي يتفق عليها الجميع هي نعم.. وتزداد القناعة بتلك الاجابة إذا علمنا ان نصف الشباب السعودي يفضلون انشاء أعمالهم الخاصة على شراء منزل! وفي ذلك ايضا يكفي ان تعلم أن السفر لأكثر من مره هو أولوية عند أي شاب، و أن شراء منزل يأتي في المرتبة الخامسة من أولويات طلاب الجامعه بعد التخرج . ب وإذا اتفقنا على انها مشكلة اولويات فلنسأل قبل ان نجيب: هل الأزمة ماليه، أو هو سلوك مالي بحت؟! وبعبارة أوضح هل تجد موظف يبقى من راتبه شي نهاية الشهر؟ وهل عند تأخر رابتك لمدة 10 ايام قبل كم شهر ، هل استطعت الصمود ؟ هل تأثرت الميزانية لديك ولدى أسرتك؟ وهل عند شراءك لسيارة قيمتها من 100 الى 150 الف ريال، هل تفكر أكثر من مره و تبحث عن الخيارات و الموردين و تبحث عن طريقة الشراء المتاحة ،،، سواء أقساط ام تأجير أم منتهي بالتملك. هل عند شراءك لمنزل وهو 10 أضعاف سعر السيارة ، هل ماليا تستطيع ان تفي بالالتزامات الماليه المترتبه عليه؟ الاجابة وبوضوح: طبعا لا . إذا كنت قد أجبت أعلاه في سؤال المتبقي من الراتب ب”لا” لا يبقى شي نهاية الشهر. هذا دليل أنه يوجد لديك أزمة ماليه شديدة . وهي بشكل مبسط أن مصاريفك أكبر من دخلك. نعود فنسأل:هل تعلم أن موظف راتبه 10 الاف يستطيع شراء شقة ب500 الف . ولكن يجب أن يتبع نظام مالي مدروس. الكلمه السحرية هنا هي “الادخار ” ..؟ الادخار هي الرياضة الماليه ،فإن لم تمارسها قد تضطر إلى عمل عمليات قص وتحوير ، وقد ينتهي بك المطاف في سمنه مرة أخرى. السمنه هنا هي الديون أو فوائد البنوك هي دين كذلك. أما عند ممارسة الادخار بادخار نصف مبلغ المنزل ، وأخذ المتبقي من قيمه المنزل بتمويل شخصي منخفض التكاليف فإنك لا تخسر كثيرا لعدة اعتبارات يمكن اختصارها واختصار الموضوع فيما يلي: أولا:شراء اصل قيمته 500 الف ثانيا: صك الملكيه هو ملك لك وليس للبنك. ثالثا: التمويل ينتهي في 5 سنوات رابعا: الأصل (البيت) ، بعد 5 سنوات تتزايد قيمته بنسبة 30% على الاقل. خامسا:تستطيع بيع المنزل وشراء منزل آخر بعد الانتهاء من القسط. سادسا: التخلص الفوري من الإيجار . هذه الاعتبارات السته ، هي ما يجب أن تعلمها عند شراء منزل. فهل تمارس هذه الرياضة ابتداء من اليوم ؟ أنصحك : بكتاب رياضة الادخار لفيصل كركري وانصحك : بزيارة موقع “ريالي” وزيارة معرفهم بتويتر. (عناوين)
مشاركة :