كشفت أرقام أمس أن الأزمة الاقتصادية في روسيا وضعف الطلب من تركيا أضعفا الآمال في انتعاش اقتصادي تقوده الصادرات في منطقة اليورو في حزيران (يونيو)، بحسب "الفرنسية". فقد أفادت بيانات المكتب الأوروبي للإحصاء (يوروستات) أن صادرات الدول الـ 18 الأعضاء في منطقة اليورو انخفضت بنسبة 0.5 في المائة في حزيران (يونيو) مقارنة مع أيار (مايو) لتصل قيمتها إلى 162.2 مليار يورو. وقالت جيسيكا هيندز من مجموعة "كابيتال أيكونوميكس"، "إن معطيات التجارة في منطقة اليورو في حزيران (يونيو) تشكل دليلاً إضافيا على أن قطاع التجارة الخارجية يبقى ضعيفاً جداً بما يمنعه من تحسين الانتعاش المحلي الضعيف". وتأثرت صادرات منطقة اليورو بانخفاض الطلب بنسبة 14 في المائة في روسيا التي تخضع لعقوبات اقتصادية وبنسبة 8 في المائة من تركيا التي تعاني تباطؤا اقتصاديا. ومع ارتفاع الواردات بنسبة تتجاوز قليلاً الـ 0.5 في المائة هذا يعني أن دول منطقة اليورو حققت زيادة طفيفة في الفائض التجاري في حزيران (يونيو) بالمقارنة مع الشهر الذي سبقه (16.8 مليار يورو مقابل 15.4 مليار في الشهر السابق). وقال كريستيان شولتز المختص الاقتصادي في بنك بيرنبرج "إن ضعف الطلب الخارجي لعب دوراً مهماً في تباطؤ انتعاش منطقة اليورو الذي تقوده الصادرات في الربع الثاني من العام". وكان صانعو السياسة في بروكسل يأملون في انتعاش اقتصاد منطقة اليورو استنادا إلى انتعاش الصادرات من الدول المجاورة التي طبقت إصلاحات أوصى بها الاتحاد الأوروبي. لكن تسود مخاوف من أن الأزمة في أوكرانيا ستؤثر في النمو الاقتصادي هذا العام. وحذر بعض الزعماء في الاتحاد الأوروبي من أن العقوبات على روسيا التي سيبدأ سريانها هذا الشهر، قد تزيد من عرقلة انتعاش الاتحاد الأوروبي الهش أصلاً وتعيق خروجه من أزمة ديون دول منطقة اليورو. وقال شولتز "إن ما أسهم في التباطؤ في الربيع ليس فقط أزمة الاقتصاد الروسي، بل كذلك التباطؤ المؤقت في الولايات المتحدة وبعض الأسواق الناشئة". وأظهرت أرقام النمو الأسبوع الماضي أن نمو اقتصاد منطقة اليورو توقف في الربع الثاني، ما يلقي بظلاله على المنطقة التي تعاني أزمة اقتصادية. وفي حزيران (يونيو) الماضي كانت ألمانيا هي الدولة الوحيدة في منطقة اليورو التي تسجل زيادة مهمة في الصادرات التي ارتفعت بنسبة 3 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2013. وانخفضت الصادرات من إسبانيا والبرتغال بنسبة 1 في المائة. كما انخفضت صادرات اليونان بنسبة 8 في المائة. وفي الوقت نفسه ارتفعت الصادرات بنسبة 8 في المائة في بريطانيا التي لا تنتمي إلى منطقة اليورو بينما ارتفع الطلب في الصين بنسبة 8 في المائة. وأكد شولتز أن "بريطانيا كانت واحدة من النقاط القوية للتجارة في النصف الأول من السنة الجارية". وتعزز الانتعاش في بريطانيا جزئيا بسبب زيادة الطلب هذه. وكانت بريطانيا سجلت في حزيران (يونيو) أكبر عجز تجاري بين دول الاتحاد الأوروبي بلغ 48.1 مليار يورو تلتها فرنسا وإسبانيا واليونان. وبشكل عام فقد سجل الاتحاد الأوروبي فائضا تجاريا بقيمة 2.9 مليار يورو في حزيران (يونيو). وكانت روسيا فرضت في السابع من آب (أغسطس) "حظراًَ كاملاً" على معظم المنتجات الغذائية المستوردة من دول أوروبية والولايات المتحدة رداً على العقوبات الغربية. كما هددت بمنع شركات طيران من التحليق فوق الأراضي الروسية أثناء قيامها برحلات بين أوروبا وآسيا عبر سيبيريا وهي الطريق الأقصر، رداً على العقوبات الغربية. والحظر على المنتجات الغذائية يشمل لحوم البقر والخنزير والدواجن والأسماك والأجبان والحليب والخضار والفاكهة المستوردة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا والنرويج.
مشاركة :