أرادت أن ترى عالمها من منظور شغفها الخاص، فذهبت إلى حيث الهدوء.. لا صوت إلا صوت المياه.. تنسج خيالها من الأصداف.. تبحث عن لون جديد للحياة بين ألوان المخلوقات البحرية.. فأصبحت مثالاً للتميز. وأرادت أن يشاركها جيلها هذا الجمال فحصلت على الرخصة الدولية في الغوص لتأخذهم إلى عالمها، ذلك العالم الذي تجد فيه متعتها الخاصة، فتتزود منه بطاقتها الإيجابية التي تكتشفها بمجرد الحديث معها... هي جواهر المطوع، أول قطرية تحصل على الرخصة الدولية في الغوص الحر على مستوى الشرق الأوسط. وفيما يلى نص الحوار:لماذا اخترتِ رياضة الغوص؟ - رياضة الغوص ليست الرياضة الأولى التي أمارسها، بل لدي خلفية رياضية لعدة رياضات مختلفة، فأنا كنت ضمن أول فريق نسائي لكرة اليد في قطر، ولعبت كرة السلة والفروسية والتايكوندو، وشاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، حصلت من خلالها على العديد من المراكز والميداليات، وكانت بدايتي في الغوص عام 2009 حين سجلت في أحد مراكز الغوص في الدوحة للتعلم، وفي هذا الوقت لم تكن ثقافة رياضة الغوص منتشرة كثيراً في الدوحة. طريق الاحتراف الاحتراف عادة يأتي من الشغف بالشيء، وأنا كنت شغوفة بالغوص، ولم يكن في ذهني أن أصبح محترفة، بل تميزي ونجاحي في اختبارات الغوص في المستويات المختلفة (النظري منها والعملي) قادني إلى ما هو أكبر حتى حصلت على الرخصة الدولية، وذلك من خلال نصائح أصدقائي وزملائي حتى من المدربين، كان لديهم نظرة مختلفة لكوني فتاة متدربة، بل اكتشفوا قدرتي بأن أكون واحدة من فريق المدربين، خاصة أنه لا توجد قطريات في هذا المجال. ما هي المدة الزمنية التي حصلتِ خلالها على الرخصة الدولية؟ - بدأت من 2009 حتى 2012 حتى أنهيت كل الاختبارات والدورات التدريبية، لأن الأمر يتطلب عدد غوْصات معينة واجتياز اختبارات كثيرة، وبعدها قمت بالعمل وبتدريب الفتيات تحت منظمة «بادي»، وهي منظمة أميركية عالمية لها فرع في الدوحة، وأشغل بها الآن منصب «مدرب عضو هيئة تدربب». وبعدها في عام 2013 قامت منظمة أسترالية؛ وهي منظمة عالمية للغوص «ريد» -ولها فرع بالدوحة أيضاً- بدعوتي للانضمام إليها، وحصلت من هذه المنظمة على رخصة دولية في تدريب غوص السكوبا، وأيضاً على رخصة دولية لتدريب الغوص الحر، وبهذه الرخصة أصبحت أول قطرية تحصل على رخصة دولية في الغوص الحر على مستوى الشرق الأوسط. ما الذي أضافته رياضة الغوص في شخصيتك؟ - رياضة الغوص ساعدتني في أن أصبح أكثر جرأة وشجاعة، بالإضافة إلى جانب روحاني مميز من خلال التفكر أكثر في مخلوقات الله، وهذا يرجع للجمال الذي رأيته تحت الماء عند ممارسة الغوص، والغوص بشكل عام يضيف للشخص طاقة إيجابية ضخمة، وهذا علمياً بسبب ملوحة المياه التي تخلصنا من الطاقة السلبية التي نعاني منها، وهذه نصيحتي لأي شخص يرغب في تغيير حياته للأفضل، عليه بممارسة الرياضة بأنواعها كافة، الشخص الرياضي أكثر نشاطاً وحيوية وإيجابية من الشخص العادي. العادات والتقاليد كيف حققتِ التوازن بين عادات وتقاليد المجتمع القطري وبين رغبتك في خوض مجال جديد؛ لكِ السبق فيه كأول قطرية؟ - أحترم عادات وتقاليد مجتمعي، وكنت أحافظ على ذلك، وعلى الرغم من أن كل المدربين كانوا رجالاً ولكن حافظت على هويتي الثقافية والمجتمعية، وهذا الأمر لقي من المدربين احتراماً وتقديراً، ولم أجد صعوبة في الأمر، خاصة أن المجتمع القطري بما فيه الأسرة الحاكمة يشجعون المجتمع بكل أطيافه على ممارسة الرياضة، سواء بنت أو ولد. الرياضة للجميع هل لديكِ قناعة بأن هناك رياضات تصلح للرجل ولا تصلح للمرأة؟ - قناعتي هي أن الرياضة للجميع، ولا توجد رياضات حكراً على الرجال دون النساء، حتى أصعب الرياضات كرفع الأثقال وغيره، أؤمن بأن الرياضة مهمة وكل شخص يختار ما يجد فيه شغفه. أول قطرية في أي مجال تجذب الأنظار إليها، فكيف كانت نظرات المجتمع القطري لكِ في البداية حتى الآن؟ - أبدأ بمجتمعي الأسري والذي كان مميزاً وناضجاً إلى حد كبير، وظهر ذلك من خلال تشجيعهم لي منذ بداياتي في كل الرياضات، فكانت الوالدة والوالد من أوائل المشجعين، وأضيفي على ذلك أنهم هم الذين ساهموا –وبقوة- في إعطائي كامل الثقة للسعي لأن أكون واحدة من القطريات المميزات في الرياضات المختلفة، وتلقيت اتصالات تهنئة كثيرة من الأقارب والجيران وكبار السن الذين كانوا يمتهنون حرفه الغوص بعد حصولي على الرخصة الدولية في الغوص. أؤكد أن المجتمع القطري تغير وأصبح أكثر فهماً ويفخر بأبنائه المميزين في المجالات كافة. ما الذي تشعر به أي امرأة كان لها السبق في خوض مجالات معينة، خاصة بعد نجاحها فيه؟ شعور الفخر، وهذا يرجع لأن رغبتي في التمييز لا تعود جميع أسبابها لنفسي بل لدي رغبة أكبر؛ وهي أن أكون نموذجاً مشرفاً لمجتمعي الذي أعتز به وبتميزه، وأن ينعكس هذا التميز ويستفيد منه جميع أبناء دولة قطر. هل تقبلين بتدريب الرجال؟ - لم أصادف طلباً من متدربين رجال من قبل، ولكني أدرب النساء والأطفال، وكان في السابق العديد من الفتيات القطريات الراغبات في ممارسة رياضة الغوص، ولكن عدم وجود مدربة امرأة كان عائقاً، لكن الآن تستطيع المرأة القطرية ممارسة جميع الرياضات داخل الدوحة، لأنه -بفضل الله- أصبح لدى المجتمع القطري كوادر مميزة في جميع المجالات. الأمن والسلامة حول شروط الأمن والسلامة في ممارسة رياضة الغوص، قالت جواهر المطوع إن جميع المراكز الموجودة في الدوحة، هي فروع لمراكز عالمية، وجميع المدربين وأنا منهم نلتزم بشروط الأمن والسلامة، ولكن أهم ما يميز مدرب عن غيره هو قوة الملاحظة والتركيز مع الأشخاص، وحسن التصرف وسرعة اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب والخبرة. أماكن خاصة للسيدات حول التحديات التي تواجهها أثناء ممارسة رياضة الغوص والتدريب، قالت إنها تعاني من عدم وجود أماكن خاصة للسيدات لتدريبهم على رياضة الغوص، وهذا يكون عائقاً لبعض الفتيات حين يرفضن الظهور قرب الشواطئ المختلطة، فتكون الخيارات حينها أكثر صعوبة عندما نقرر الذهاب إلى أماكن بعيدة مثل دخان مثلاً. وطالبت الدولة بتوفير شواطئ خاصة للسيدات، ويكون مكان به عمق لنستطيع ممارسة رياضة الغوص في هذه الأماكن، وأكدت أن لديها استعداداً للتعاون مع وزارة البلدية والبيئة لتحقيق بيئة بحرية مناسبة، كتوفير مرجان صناعي وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة رياضة الغوص ورؤية الجماليات تحت المياه.;
مشاركة :