سياسة هز الشجرة وعدم قطف الثمرة ـ

  • 10/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بين عسكرتارية بوش وميوعة أوباما ومزاجية ترامب، فقد الدور الأميركي توازنه وتراجع دور حلفاء واشنطن في المنطقة. لا شيء يبرر هذا الاضطراب الأميركي، ولا منطق يعلل أن يكون تحكم أميركا بمسار الأحداث دون مستوى قوتها. فروسيا تعطي الانطباع بأنها مساوية لأميركا وبأنها تدير لعبة الشطرنج، في حين لا تملك خارج أراضيها سوى عشر قواعد عسكرية موزعة على تسعة بلدان، بما فيها سوريا. إنه مثل "الأرنب والسلحفاة" في قصص "جان دو لا فونتان": تظن واشنطن أن تفوقها العسكري يسمح لها بتغيير مسار الأحداث ساعة تشاء، فتستخف بأعدائها. ولما تقرر أن تستلحق نفسها وتلحق بالسلحفاة، تصبح الكلفة باهظة فتختار حينئذ التسويات أو التراجع على حساب حلفائها. فائض قوة أميركا هو ضعفها بينما محدودية قوة أخصامها هي قوتهم. توزع واشنطن اهتماماتها على ألف قضية من دون أن تحسم واحدة. المشكلة أن ساعة واشنطن متأخرة عن ساعة الشرق الأوسط، وحين يجهز المحرك الأميركي هناك، يكون الوقت فات هنا: ضرب من ضرب وهرب من هرب. وواضح أن أعداء واشنطن ومنافسيها يستغلون هذا "الفارق الزمني الضائع" ليعززوا مواقعهم غير عابئين برد فعل أميركي جدي. يعرف ترامب ما لا يريد لكنه لا يعرف ما يريد، ومع اكتشافه التدريجي لما يريد لا يعرف بعد كيف يحققه، فيما الوقت يعمل ضده داخليا وخارجيا، وقد لا يسمح له بوضع استراتيجية عملية للشرق الأوسط خارج العموميات. ولأنه بالمقابل، على عجلة من أمره، الخوف أن تجر التطورات الميدانية والمصالح المتناقضة لدول المنطقة الولايات المتحدة إلى تدخل عسكري فجائي، مباشر في مكان وبالتكليف في مكان آخر إنقاذا لوضع معين لا إرساء لاستراتيجية جديدة. وأخطر السيناريوهات أن يجر الأمر الواقع دولة كبرى إلى حرب، فتدفع الشعوب الصغيرة الثمن. تجاه الأخطار الكبرى، ما رأي رئيس الجمهورية اللبنانية بأن يدعو وهو أحق من غيره بالاستدعاء القادة اللبنانيين إلى اجتماع استثنائي في بعبدا عله ينتزع منهم التزاما بتحييد الساحة الداخلية وتحصينها ووقف استدراج الحروب إلى دارنا؟ وإذا كانت دعوة الجميع دونها عقبات، فلقاء بينه وبين حسن نصرالله يغني عن اللقاء الموسع طالما أن حزب الله هو المعني بإزالة إسرائيل من الوجود.   سجعان القزي نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية ووزير العمل

مشاركة :