تزامناً مع الخسائر الاقتصادية التي آلمت نظام الحمدين ولا يزال يحاول التستر عليها، ثمة خسائر سياسية للدوحة تتفاقم في ظل استمرار الأزمة، التي جلبها التنظيم لنفسه. ظنت قطر أن مواقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب التي بدأت في يونيو الماضي هي سحابة صيف، وأخطأت في كل حساباتها السياسية، رغم أن الفرصة كانت سانحة لتنهي قطر مشكلتها إلا أنها استمرت في حالة المراوغة والكذب والتباكي أمام المجتمع الدولي والعربي من دون جدوى، ذلك أن المجرم متلبس في كل القضايا المنسوبة إليه. ففي الـ12 من الشهر الماضي، تبين حجم العزلة القطرية أمام جامعة الدول العربية، وفي حين كان يفترض من وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي أن يخاطب العرب بلغتهم، اتجه لكيل المديح والعشق إلى إيران، فكانت ردود الفعل العربية من مصر والسعودية بمثابة لطمة للنظام القطري. لا أصدقاء اليوم للدوحة لا في أرض العرب ولا في الغرب، فالكل يعرف أن هذه الدولة المارقة باتت سيئة الصيت ومصدر الخراب والتخريب في المنطقة والعالم. لا نرى اليوم مسؤولاً عربياً في الدوحة، ولا مباحثات سياسية أو اقتصادية مع هذا النظام المعزول. اختزال ويؤكد مراقبون للأزمة الخليجية، أنه خلال زيارة تميم بن حمد آل ثاني، إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العمومية السنوية، يختزل المشهد هناك الكثير من الخسائر السياسية، حين خرج تميم بخفي حنين، بينما ذهبت نتائج زيارته إلى تركيا وألمانيا وباريس في مهب الريح، بل إن العديد من النخب السياسية والأحزاب الألمانية انتقدت المستشارة الألمانية لاستقبال تميم. في العاصمة البريطانية لندن «عاصمة الديمقراطية في العالم»، تتحرك المعارضة القطرية من أجل إنقاذ بلدها من براثن تنظيم الحمدين المستبد بالحكم والمنفرد بالقرار القطري. تساؤل يتساءل العديد من المحللين والكتاب، لماذا لم تذهب قطر إلى جامعة الدول العربية وأن تطلب منها على سبيل المثال التدخل لحل الأزمة والتوسط بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والجواب بحسب المراقبين أن الدوحة أصلاً غير مؤمنة بالعمل العربي، الذي كانت سبباً في تخريبه حين بدأ ما يسمى بـ«الربيع العربي».
مشاركة :