ينشغل لبنان حاليًّا بكيفية عدم تمدد الفراغ إلى مؤسسات أخرى بعد شغور منصب رئيس الجمهورية منذ ثلاثة أشهر تقريبًا، وينصب الجدل في البلاد على إجراء الانتخابات النيابية أو التمديد مع رجحان كفة الخيار الثاني بحجة عدم سماح الوضع الأمني في البلاد من إجراء انتخابات نيابية. وكانت حكومة الرئيس تمام سلام وقعت أمس الأول مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات وفق المهل الدستورية»، لكن مصادر نيابية مطلعة قالت إن «توقيع مجلس الوزراء مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ليس كافيًا للقول بأن الانتخابات حاصلة». وقالت المصادر إن محاذير إجراء الانتخابات كثيرة، ومنها أنه «بمجرد إجراء الانتخابات النيابية تعتبر الحكومة مستقيلة وفق القانون، وتتحوّل إلى حكومة تصريف أعمال، على أن يجري تكليف رئيس حكومة جديد من قبل رئيس الجمهورية، وفي ظل عدم وجود رئيس يصبح الفراغ قائمًا بموقع الرئاسة وبموقع مجلس الوزراء». في موازاة ذلك يبرز الخوف من وصول التنظيمات الإرهابية ولاسيما داعش إلى لبنان، ولذلك هناك ما يشبه حالة من الطوارىء السياسية بين السياسيين من خلال تصريحاتهم، ومواقفه للتنبيه من خطورة ذلك والحث على توحيد الجهود من أجل مواجهة هذه التنظيمات. وفي هذا الاطار أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن استعداده للقاء الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، وذلك في رد على سؤال عن دعوة الأخير اللبنانيين إلى الوحدة لمواجهة أخطار المنظمات الإرهابيّة، وعن إمكانية عقد اللقاء، مذكِّرًا بوجود لجنة حوار بين بكركي، و»حزب الله». من ناحيته أشاد الرئيس الأسبق أميل لحود بتضحيات الجيش الوطني الباسل في حرب عرسال، هذه البلدة اللبنانية التي اجتاحها الإرهاب التكفيري الخارجي لفرض أمر واقع على اللبنانيين بأن إمارة الإرهاب تمتد إلى تخوم لبنان حتى الشمال، هذا المخطط الذي أفشله الجيش اللبناني، ذو العقيدة القتالية الوطنية الراسخة، والذي كان من شأنه أن يهدد كيان لبنان ووجوده، لو قيّض له النفاذ، إلاّ أن الخطر الكياني والوجودي لا يزال كامنًا من جراء انكفاء هذا الإرهاب إلى أوكاره في الجرود على تخوم لبنان.
مشاركة :