لوحات تحكي تاريخ الوطن في صور مؤسسيه

  • 10/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي اللوحة السعودية بذاكرة الوطن على امتداد مسيرتها الزمنية، فتعزز قيم الانتماء والوعي الوطني، ويشكل الوطن رافدا ثريا في المشهد التشكيلي السعودي، فيحضر بالإطار الجغرافي والديني والاحتفاء بالمكان والتفاعل مع المواضيع الاجتماعية بتجارب تشكيلية مميزة، ولعلنا هنا نأخذ بعين الاعتبار الارتباط الوثيق بين الوطن ومؤسسيه، الذين سجلوا أروع البطولات لتوحيد هذا الوطن، وصنعوا لنا مكانا آمنا للسلام والمحبة.. تنبض ملامحهم الشخصية كنافذة تاريخية بخطاب جمالي معاصر في لوحات التشكيليين السعوديين كشكل من أشكال الاحتفاء بالوطن.ملامح وطن يتمتع الفنان هشام بنجابي بخط أسلوبي أكاديمي لتعبيرات متأنية للبورتريه ومحمولاته النفسية التي تمثل النصيب الأكبر في لوحاته بتقنية لونية عالية مشغولة بعناية كبيرة على وضوح التفاصيل الجمالية، فرسم تحت عنوان الأصالة الملامح الإنسانية لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز- رحمه الله- تذوب في تضاريسه قصص من الكفاح والانتصار التي ترسم ملامح وطن. يكتنز خطابه الكثير من الدلالات فيشتغل على مضامين فلسفية لا تنقص من قيمتها الجمالية المقروءة فهو المتأمل بامتياز للذاكرة الوثائقية التي لا تنفصل عن الحياة فنلتمس البدايات الأولى للوطن وإنجازاته وتاريخه خلف الأنساق الجمالية للوجه الثري المعنى والتعبير. منظومة وطنية ويقوم الخطاب البصري لدى الفنان عبده الفايز على مخزون متنوع، يستمد حضوره من شخصيات الملوك والأمراء بمعالجات لونية احترافية، لتفرض السيادة في خطابه التشكيلي تشترك مع محمولات من كنوز وشواهد الفن الشعبي وتعشيقها بالزخارف للارتقاء بالذائقة الجمالية مانحا عنايته لكل مفردة يعكف على دراستها حتى أصغر تفاصيلها، كونه يتمتع بفكر تأملي عال جاعلا من اللوحة منظومة وطنية مثقلة بالقيم التاريخية والثقافية والجمالية.خروج من مأزق التكرارية وفي تجارب جمالية، تحتفي بذاكرة الوطن، يخرج الفنان محمد عسيري من مأزق التكرارية والمشاهد النمطية في رسم البورتريه بتصميمات كولاجية تبقى كوثائق تاريخية بانسجام جمالي يثري العمل الفني. معتمدا على استخدام قصاصات الورق والصور بتقنية عالية كبدائل لونية ورؤية جديدة غير مألوفة على سطح تصويري مزدحم بذاكرة مصورة والتقاطات فوتوغرافية تختزن داخلها إنجازات ومراحل من التطور وملامح شخصية محملة جميعها بطاقة لونية ضمن مسارات دقيقة ملموسة في تواصل وديمومة مستمرة، تطلبت الجهد الواضح والتعامل الحذر، ليرسم تفاصيل الوجه ومعالجاته، بتناغم لوني ليبقى في صدارة المرئيات لمتذوقي عمله الفني ليضع حجر الأساس لتفرد أسلوبي وذائقية جديدة. ويواصل عسيري نتاجه الفني المتفرد، والخروج عن المألوف بالدخول لموسوعة جينيس لرسم أكبر بورتريه واقعي للملك سلمان، بمساحة 216 مترا مربعا برؤية جمالية ومنهجية دقيقة ضمن مسيرة تجاربه للاحتفاء بالوطن.

مشاركة :