قمة الكرملين التاريخية تعزز التقارب بين الرياض وموسكو

  • 10/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مصدر دبلوماسي روسي لـ«الوطن» أن أجندة القمة السعودية الروسية التاريخية لا تتضمن أي بند حول بحث توريد أسلحة روسية إلى المملكة، لافتا إلى أن المباحثات ستكون فيها جوانب التعاون العسكري التقني، وبذل الجهود لتوقيع بروتوكولات تعاون مستقبلية. يأتي هذا التأكيد عقب تصريح روسي أشار إلى أن الكرملين ينتظر بحث التعاون العسكري التقني خلال القمة السعودية الروسية، مشددا على أن النقلة النوعية في زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، ستكون لفتح كل الآفاق الممكنة أمام تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، والتنسيق في أسواق الطاقة، وإطلاق عدد من المشروعات الواعدة التي يمكن تنفيذها على أراضي البلدين، من بينها مشاركة شركتي «سيبور» للبتروكيماويات الروسية و«أرامكو» السعودية لتوقيع مذكرة تفاهم لبناء مصنع لإنتاج الكيماويات من الغاز في المملكة. توافق كبير أشار المصدر إلى أن هدف القضاء على الإرهاب إقليميا ودوليا، هو موضع اتفاق كامل ولا خلاف عليه بين الرياض وموسكو، وأن المهم في الوقت الراهن هو تقريب وجهات النظر في آليات ومسارات مكافحة الإرهاب، مشددا على أن المملكة وروسيا توليان اهتماما بالغا بفرض الأمن في المنطقة ومعالجة الأزمات القائمة. الإعلام الروسي في الوقت الذي اهتمت فيه وسائل الإعلام الروسية بالخلفيات التاريخية للعلاقات بين المملكة وروسيا، أولت اهتماما إضافيا بالتطور الملحوظ الذي شهدته العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، مؤكدة على لسان مسؤولين روس بأن البلدين يسعيان لتكثيف حجم التبادل التجاري، الذي من المتوقع أن يتجاوز مستوى الـ10 مليارات دولار خلال السنوات العشر المقبلة. وأشارت التقارير إلى أن المملكة وروسيا رفعتا حجم التبادل التجاري في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال لا يتماشى مع إمكانات البلدين، بعد أن بلغ العام الماضي، بحسب بيانات موقع«ITC Trade»، نحو نصف مليار دولار، منها 350 مليون دولار صادرات روسيا إلى السعودية، مقابل واردات بقيمة 150 مليون دولار. التبادل التجاري أوضحت التقارير أن أهم السلع التي صدرتها روسيا إلى السعودية عام 2016، كانت مواد زراعية وغذائية بنحو 245 مليون دولار، ثم منتجات كيميائية بقيمة 45.5 مليون دولار، فيما كانت أبرز السلع التي أوردتها المملكة إلى روسيا، البلاستيك ومصنوعاته، لافتة إلى أن المملكة احتلت العام الماضي، المرتبة الـ60 في ترتيب الدول التي صدرت لها روسيا بضائع وسلعا من حيث القيمة، فيما جاءت روسيا في المرتبة الـ82 في قائمة الدول التي تصدر لها المملكة. أهمية التقارب أكدت التقارير أن ما يميز العلاقات بين البلدين هو تعدد المصالح المشتركة، خاصة في قطاعات الطاقة، وعلى رأسها القطاع النفطي، إذ إن كلا البلدين يعتبران من أكبر المؤثرين الرئيسيين في سوق النفط العالمية، مما يجعل التقارب بين روسيا والسعودية قضية مهمة. وأشارت التقارير إلى أن الرياض وموسكو عززتا مواقفهما في سوق النفط بتوقيع بيان مشترك في سبتمبر 2016 يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، التي تعاني من تخمة مفرطة في المعروض، مما أسفر عن توقيع اتفاق فيينا النفطي الذي يقضي بتقليص الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا، لينتج عن ذلك تصعيد الأسعار بنسبة 16%. استعدادات روسية يأتي ذلك، في وقت افتتحت فيه روسيا أعمال منتدى «أسبوع الطاقة» الروسي أول من أمس، قبيل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو، حيث أعلن وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك بأنه سيلتقي نظيره السعودي خالد الفالح في إطار المنتدى لبحث عدد من القضايا الملحة، مشيرا إلى أن روسيا ترى أن «أسبوع الطاقة» هذا يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول المشاركة في مجال الطاقة، وتبادل الآراء والخبرات، وإيجاد سبل ملائمة للتصدي لتحديات أسواق الطاقة العالمية. وكان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، قد أكد أن القمة السعودية الروسية سوف تشهد توقيع حزمة من الاتفاقيات الثنائية بالغة الأهمية بين البلدين، واصفا الزيارة بالتاريخية. وأشار الجبير في مستهل لقائه مع رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي فالينتينا ماتفيينكو، أمس، إلى أن السعودية تتجه إلى تطوير علاقتها مع روسيا في جميع المجالات، وأن هذه الزيارة ستكون قفزة نوعية في تاريخ البلدين.

مشاركة :