الرقة (أ ف ب) مع اقتراب المعارك من وسط مدينة الرقة السورية، باتت الطريق إلى أقرب مرفق طبي طويلة جداً، وأمسى إبقاء الجرحى من مقاتلين ومدنيين على قيد الحياة حتى الوصول إلى الوجهة المطلوبة، مهمة تزداد صعوية. وفي داخل سيارة من طراز «هامفي» تسير مسرعة أثناء خروجها من الرقة، يصرخ أحد المقاتلين من «قوات سوريا الديمقراطية» مخاطباً رفيقه الجريح «لا تغمض عينيك، ابق مستيقظاً». وعلى طول الطريق المتعرجة بين أبنية مدمرة، يحاول سائق الآلية رغم سرعته الالتفاف حول أكوام الركام المنتشرة في كل مكان، فيما ينزف المقاتل بشدة متأثراً بطلقات نارية أصابته في أضلعه. ووضع رفيقه يديه على رأسه محاولاً أن يبقيه مستيقظاً بانتظار الوصول إلى نقطة إسعاف أولية آمنة في حي «المشلب»، تقع على بعد عشرين دقيقة. ولدى وصولهم، يهرع مسعفون لوقف النزيف وتضميد الجرح، قبل أن ينقلوا الجريح بسرعة إلى سيارة إسعاف تتابع طريقها شمالاً. ويتطلب الوصول إلى أقرب مستشفى مجهز في مدينة تل أبيض على الحدود التركية، ساعتين على الأقل، تشق خلالها سيارة الإسعاف طريقها في منطقة مقفرة. ... المزيد
مشاركة :