هل الأزمات التي تمر بها البلاد وليدة اللحظة بحيث فوجئ بها المسؤولون دون أن يحسبوا لها حساباً فعجزت عقولهم عن إيجاد حل لها، فوكلوا الأمر لله عسى أن يأتي بالفرج ولو بعد حين، ونحن نعلم أن الأمر لله من قبل ومن بعد، أم إنها تراكمات سابقة بسبب التخبطات في قرارات الحكومات المتعاقبة التي كانت "غرقانة بالعسل"، وما إن انتهت سنوات النعيم والأحلام الوردية حتى صحت على أيام البصل وبدأت تذوق مرارة الجحيم وتعوم في أمواج الأزمات، أم أن الأزمات التي نشاهدها هي صنيعة أشخاص همهم مصالحهم الشخصية فعطلوا مصالح البلاد والعباد فأصبح البلد يخطو للأمام خطوة ويعود إلى الوراء عشراً؟ في بعض البلدان التي تملك تفكيراً عميقاً ورؤيا واضحة حول المستقبل ومفاجآته تكون لديها خطة طوارئ على جميع الصُّعُد وما إن تحدث أزمة إلا ويقابلها حل حتى لو كان مؤقتاً إلى أن تنجلي الغمة؛ فمثلاً هولندا كما أخبرني أحد الأصدقاء الهولنديين يتخوف أهلها أن يأتي يوم وتغرق بسبب انخفاض الأرض، ولكثرة المياه التي بها، لدرجة أن تعليم السباحة للمرحلة الابتدائية إجباري، وكذلك فإنها تستقبل اللاجئين من كل بلدان العالم وتوفر لهم رغد العيش، ومع هذا فالبلد ماشي "مية فل وأربعطعش". موضوع آخر، حصل في مدينة لايدن الهولندية بعد أن اشتكى أهالي المدينة من عبث طيور النورس بقمامة الحاويات من أمام المنازل مخلفة الأوساخ في الشوارع؛ ففكرت الحكومة في وضع حاويات كبيرة بطريقة جميلة عند مدخل كل حارة، ولها باب يدخله أصحاب المنازل عن طريق كارت إلكتروني لوضع القمامة على أن تأتي سيارة البلدية فتأخذ الحاوية الممتلئة بالقمامة، وتضع مكانها حاوية جديدة، وبذلك تخلصوا من طائر النورس المزعج، وهذه الطريقة ستطبق على باقي المدن الهولندية. مثال آخر الجمهورية العربية السورية، والتي وصف وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان الحرب فيها قائلاً: "لا أذكر أن هناك حربا دموية كهذه منذ الحرب العالمية الثانية" انتهى... ومع ذلك منتخباتها الرياضية تشارك في المحافل الدولية، ولم يتجرأ أحد على إيقاف نشاطها الرياضي. تلك الأمثال التي ضربتها ليس حشو كلام، بل هي واقع عسى أن تدرك الحكومة أن النوارس التي تعشش فيها هي سبب تراجعنا، وما عليك سيدي القارئ إلا أن تتخيل أي أزمة، وستجد دولتنا متربعة على عرشها سواء من ناحية التعليم، الصحة، المرور، البدون، الوافدين، البصمة، التأمينات، الشؤون، البطالة، الإسكان، الرياضة... والقائمة طويلة. لذلك ولهذا فالحكايات كثيرة والقصص متنوعة "وكله كوم وقضية الرياضة كوم تاني"، التي ليس لها شبيه على كوكب الأرض، حتى إن قرعة تصفيات كأس الخليج العربي لكرة القدم غير المعترف بها دولياً قد خلت من دولة الكويت بسبب الإيقاف الرياضي، ولا أجامل إذا قلت ان فريق كرة القدم الكويتي هو ملح الدورة، وإن جميع دول الخليج تعتبر اللعب ضد منتخبنا بحد ذاته بطولة، وهنا أتساءل: هل تطبيق قرارات اللجنة الأولمبية الدولية الثلاثة التي اشترطتها لعودة الرياضة تحتاج إلى البحث عن سوبرمان او باتمان لينتشل الرياضة من بحر الظلمات إلى بر الأمان، أم أن الموضوع صراع أقطاب وسياسة كسر عظم؟ إذن فلا تعولوا كثيراً على الاجتماع القادم للفيفا في سويسرا أو اجتماع آسيا، وسيبقى الوضع كما هو عليه، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، ونتمنى من معالي وزير الشباب خالد الروضان، وهو رياضي ومجتهد، أن يقدم استقالته لعجزه عن حل الأزمة الرياضية حفاظاً على مكانته المرموقة في الوسط الرياضي. ثم أما بعد: فقد منح النائب وليد الطبطبائي الحكومة مهلة شهرين اعتباراً من بداية دور الانعقاد المقبل لإنجاز 10 قضايا، مقابل عدم استجواب رئيس الوزراء، وإلا فسيستجوب رئيس الوزراء مع بداية العام الجديد، والنائبان العدساني والكندري قررا استجواب وزير الإعلام.
مشاركة :