المريخي: احذروا تفريغ المجتمعات من قيم الحياء

  • 10/7/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي إن الحياء شعور داخلي يبعث على الكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، كما أنه من أجلّ الأخلاق التي يمنحها الله للعبد ويجبله عليها. وأوضح المريخي أننا نعاني من تقليد المجتمعات المنهارة التي انهدمت أسوارها وخرّ عليهم السقف من فوقهم في لباسهم وسلوكياتهم، وندخل كل جحر دخلوه، وكل سبب نزل به العذاب فعلوه. موضحاً أن قلة الحياء توجد أيضاً في النشر والكتابة؛ مثل نشر الصور شبه العارية، وكتابة المقالات والأخبار عن الشذوذ والفواحش، وغيره مما ينشر في ديار المسلمين، وتسبب في فقدهم لأكثر أخلاقهم؛ كالحياء والآداب التي تبنى بها النفوس؛ وتبصر بها القلوب.وحذر المريخي من خطورة تفريغ المسلمين من قيم الحياء؛ قائلاً: إن حياة المسلمين المعاصرة بدأت تطرد هذا الخلق الكريم، وتعمل عبثاً على تفريغ المسلمين منه، مشيراً إلى أننا في زمان أصبح الحياء فيه عيباً وعاراً. وأضاف فضيلته -في خطبة الجمعة أمس بمسجد عثمان بن عفان بالخور- أن الحياء يكون من الله تعالى ومن رسوله والناس، ويكون من الله حين يعرف العبد ربه، ويعرف عظمته، وقربه منه، واطلاعه عليه، وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، موضحاً أن الحياء يتولد عند العبد ويستقر في قلبه وفؤاده حين يطالع نعمة الله عليه، ويطالع تقصيره نحوها في شكرها، كما يكون الحياء من رسول الله حين يعرف حقه عليه، وما قدمه له رسول الله من التسبب في الهداية والنجاة من النار؛ فيكثر من الصلاة عليه، ويجعل في نفسه تعظيماً له صلى الله عليه وسلم وتوقيراً؛ فيحب سنته ويقدمها على كل قول بعد قول الله تعالى، ويحترمه ويصدقه ويتبعه احتراماً وتوقيراً وطاعة لله تعالى وعرفاناً وجزاءً. وأوضح المريخي أن الحياء زينة الإنسان رجلاً كان أو امرأة، وهو أوكد للمرأة، وهو خلق النبيين والمرسلين والصالحين والصحابة والأئمة والفائزين والناجين، جاء في الحديث الصحيح: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه}، رواه البخاري. وأضاف : إن الله تعالى وصف بنت شعيب عليه السلام بأنها كانت تتحلى بهذا الخلق الكريم؛ فقال سبحانه: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن موسى كان حيياً ستيراً لا يرى من جلده شيء استحياءً من الله فآذاه من آذاه من بني إسرائيل..»، رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم واصفاً عثمان بن عفان رضي الله عنه بهذا الخلق الكريم: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة»، رواه مسلم. وأكد المريخي أن الحياء من الإيمان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه مصدر الخير؛ فإذا تحلى العبد بالحياء جاءته كل الحلى تباعاً، وقد رأى رسول الله رجلاً يعظ أخاه في الحياء كأنه يقول له: أضعت بسببه خيراً كثيراً، أو فاتك خير كثير بسبب حيائك، فقال له: «دعه فإن الحياء من الإيمان»، وفي رواية قال: «الحياء لا يأتي إلا بخير»، وقال: «الحياء خير كله»، رواه البخاري ومسلم، فإذا أراد الله بعبده خيراً زينه بهذا الخلق وحلاه به. وقال فضيلته: ما أقبح الإنسان بلا حياء ولا أدب، يقترف القبائح، ويفعل ما شاء من الرذائل والسواقط والدنايا، يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، رواه البخاري. وأكد أن الأمة تعاني من قلة الحياء في اللباس والهيئة، فالهيئة النسائية ليست إلى خير تسير، ولكنها إلى شر مستطير، التشبه بالكافرات المشركات اللائي لا يؤمن بالله ولا بلقائه، اللباس الواصف والمفصل والمفتح والفاتن والشفاف، موضحاً أن قلة الحياء عند الذكور تكمن في التشبه بالنساء، واستعمال حوائج النساء؛ مثل الأصباغ والعطور وما شابه ذلك، ومخالطتهن والتطبع بطبائع الإناث، كما تظهر قلة الحياء في اختلاط المرأة بالرجل باسم المسميات المتعددة، والأعذار الواهية، والتعليلات الهزيلة منهج القرآن في قضايا العلم قال المريخي في خطبة الجمعة: «إن المسلمين اليوم ابتلوا بمحاربة غيرهم ممن لا دين له ولا عقيدة، يقلدونهم في الفتيل والقطمير، ففي طرحهم جرأة مذمومة، وتعدٍ للحدود، وكشف للمغطى؛ دون مراعاة لدين الله الذي أمر بالتأدب عامة وخاصة عند التعرض لما حقه الستر والحياء. وأضاف أن عرض المشروعات العلمية والأدبية لا تعطي الإنسان الحق في نشر أو عرض أو الإفصاح باسم العلم والتقدم والتحضر، وأن منهج القرآن الكريم يعد أكمل المناهج بلا شك، وأشرفها وأرفعها؛ ولن يبلغ منهج أسلوب القرآن وهو شرع لا بد من تبليغ الناس به، فلما أراد أن يبلغ ما يخص الطهارة بعد قضاء الوطر نجده يلمح ويكني ولا يكشف ويصرح، كما في قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، وقدموا لأنفسكم ما يهيئ الحال من المقدمات. وأكد المريخي أن العلم الحقيقي يلزم متعلمه أن يتأدب أولاً ويستحيي حتى ينال العلم، وأن القول بأنه لا بد من التصريح باسم العلم، خاصة في الأمور التي تتطلب الحياء غير صحيح، وحجة هؤلاء واهية، إذا طالعنا دستورنا الإلهي الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. لا حياء في الدين.. كلام باطل أوضح أن البعض يردد مقولة خاطئة؛ وهي: «لا حياء في الدين»، فالدين الحنيف يبرأ إلى الله تعالى من هذه المقولة، لأن الإسلام دين الحياء والأدب، بل عد رسول الله الحياء من الإيمان، وهدد من لا أدب له ولا حياء؛ وهو صلى الله عليه وسلم أشد حياءً وصحابته، وامتلأ القرآن من ذكر الحياء، داعياً إليه ومثنياً على أهله، وواصفاً عباد الله الفائزين عنده بهذا الخلق النبيل. ولفت المريخي إلى أن القول بأن «لا حياء في الدين» كلام باطل مردود، وأجرى الحال البعض بناءً على هذه العبارة؛ فقال: لا حياء في العلم، وأخذ يشرق ويغرب في القول والنشر والبحث دون مراعاة للأدب، معتمداً على قول باطل، وما بني على باطل فهو باطل، فلا يجوز التصريح والكشف عمّا أمر الشرع بستره والتزام الحياء عنده، تحت أي ظرف أو عذر من الأعذار. وأوضح أن هذا الأمر يعد تعدياً لحدود الله تعالى، قال تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، مضيفاً أن الجرأة في هذه الأمور خطيرة وبلوى، لأنها تجرؤ المراهقين وتطلعهم علانية وجهاراً على ما يجب ستره والأدب عنده. وتابع قائلاً: «لما رأى الشباب الرقص والتفسخ والضياع هاجوا يركضون وراء كل امرأة، كما حدث في بعض دول المسلمين مؤخراً».;

مشاركة :