لا يمكن لعملية التنمية أن تدور بشكل سليم ولا أن تنتظم الأمور الإدارية والمالية والفنية والتخطيطية ،ولا أن تأخذ مشاريع التنمية مسارها الصحيح وتنجز بشكل جيد وتحقق الهدف المرسوم بلا إبطاء أو تأخير أو هدر للمال والوقت ، حتى لو كان الصرف سخياً على المشاريع أو غيرها أو أعطي القائمون على هذه الأمور مزايا ومراتب قيادية مادام أن الرجل المناسب في بعض الإدارات قليلاً ما يوضع في مكان مناسب وأن المحسوبيات والأهواء الشخصية هي التي تسود في مثل تلك الإدارات، ولذلك فلا عجب أن ترتفع الشكاوى من وجود تعثر في بعض المشاريع أو ظهور عيوب في مشاريع أنجزت فيكون وجودها كعدمها . ومن صور المحسوبية وجود موظف صاحب مسؤولية مؤتمن على العديد من الصلاحيات وتدرج في عدة مواقع ولكنه يعمد في كل موقع يمر عليه بوضع قريب أو نسيب أو حبيب فإذا تولى موقعاً أعلى فان جميع الإدارات والأقسام المختلفة كلها مشتاقة له منفذين لإرادته ولذلك فانه حريص كل الحرص على بقاء واستمرار من وضعهم فان أحيل أحدهم إلى التقاعد وحاول التمديد ولم يفلح فانه يرفع لرئيسه بأنه موظف مطيع منفذ للأوامر ، فيقتنع رئيسه بذلك ويوافق على ما اقترحه ويعين الرجل الذي وصف بأنه مطيع -مع أنه قد يكون العكس - مستشاراً أو مشرفاً على المشاريع أو يوعز له بإنشاء مؤسسة وعن طريقها يمكنه ممارسة نشاطاته وكأنه على رأس العمل .! ومثل هذه الأمور الملتوية تحتاج إلى صافرة مدوية توقفها كصافرة رئيس لجنة حكام كرة القدم في السابق الأستاذ عبد الرحمن الدهام الذي لم يكن يستثني أحداً عند أي تجاوز بما في ذلك الحكم القدير (الدهمش يرحمه الله) لأنه لو جامل هؤلاء فان ذلك سوف ينعكس سلباً على الحركة الرياضية هذا في كرة القدم ،فكيف تسير حركة التنمية سيراً صحيحاً وسليماً إذا لم يكن فيها صافرة توقف المتجاوزين والمتلاعبين عند حدهم وتمنع تمكين القريب والحسيب والنسيب والحبيب غير المؤهل من احتلال مواقع لا يستحقونها ؟. ولعل القيادات في الإدارات والمصالح الحكومية تلاحظ مثل هذه الأمور وتطلق صافراتها مبكراً فليس كل تزكية ترفع لها عن شخص ما تكون في محلها وعليهم تكليف من يثقون به لفحص عقود الشركات المنفذة لمشاريعهم فقد يجدون أن قريباً لمدير هو صاحبها أو أن فلاناً ابن الموظف العزيز على الإدارة شريك فيها، أما إذا "تركت الدرعه ترعى " كما يقول المثل النجدي، فان العديد من المصالح سوف تبقى تراوح مكانها إن لم تسجل تراجعاً مؤسفاً في مسيرتها وهو ما لايتمناه كل محب لهذا الوطن الغالي الحبيب . assas.ibrahim@yahoo.com
مشاركة :