تلقي الركبان وبخس الأثمان !! | إبراهيم معتوق عساس

  • 1/12/2014
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام "من غشنا فليس منا" أي ان من خلقه الغش ليس من أمة الرسول الكريم لأنه ليس من أخلاقها الغش والاحتيال ، وأنواع الغش كثيرة ولكن لعل أسوأها وأعظمها التي تؤدي الى هضم حقوق الآخرين ومن ذلك على سبيل المثال أن توجد في المدن والمحافظات مشاريع تنمية تتطلب نزع ملكيات خاصة و تكون مسارات وخطوط ومناطق نزع الملكيات معروفة سلفاً عند عدد محدود من الناس سواء كان أولئك العارفون بمواطن الأمور من المخططين أو المشاركين أو المؤثرين في عملية التخطيط أو التثمين ، بينما يكون ملاك العقارات بعيدين كل البعد عن هذه المعلومات ويعمد بعض الذين لديهم تلك المعلومات او لديهم القدرة على تغيير الأمور الى الأفضل إما عن طريق التخطيط أو التثمين الى نوع جديد من تلقي الركبان وهو عمل محرم في الاسلام ، فيقوم "الغشاش" بشراء عقارات في المواقع المخطط لنزعها وأهلها عما يدور غافلون ،وربما شكروه على انه عرض عليهم شراء عقاراتهم وأكد لهم أنه يحبهم في الله وأنهم أهله وأن البساط بينه وبينهم أحمدي أي أن الكلفة مرفوعة بين الطرفين وربما يقوم الغشاش بالشراء مباشرة أو يرسل مرسوله في يوم أربعاء او خميس لمواقع جبلية على أساس أنه وسيط ناصحاً إياهم ببيع عقاراتهم لصاحبه مؤكداً لهم أن الثمن الذي دفع لهم لا يدفعه انسان آخر واغتنموا يوم الخميس ثم يتلو عليهم بعض الأحاديث عن تحليل البيع وتحريم الربا ويختم موعظته بقوله "هيا قولوا تم على بركة الله" ثم يتضح لأولئك المساكين أنهم قد خدعوا وغشوا لعدم امتلاكهم للمعلومات التي لدى الغشاش لأن بعض عقاراتهم التي باعوها عليه ستصبح على شوارع عامة ويمسي ثمنها أضعاف ما أعطوا وأن تثمين الباقية التي نزعت قد قدرت بأضعاف مضاعفة مما دفع لهم ويبلغ الأمر قمة في الغش والسوء اذا كان بعض هؤلاء المشترين على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بلجنة تثمين العقارات المنزوعة وأن وجوده فيه تحايل على النظام الخاص بنزع الملكيات عن طريق شراء عقارات في المناطق المنزوعة باسماء أشخاص آخرين أو عن طريق شركة يكون هو عضوا فيها أو يكون الغشاش من العاملين في التخطيط فتصبح لديه معرفة تامة بمسارات المشاريع ومواقع المناطق التي ستنفذ بها عملية نزع الملكيات لعشرات ومئات العقارات. مما سبق يتضح ان أي شخص تكون لديه معلومات عن وجود مشاريع في مناطق سكنية او تنظيم أحياء أو فتح طرق جديدة ويستخدم هذه المعلومات في غش اصحاب العقارات في هذه المناطق لعدم علمهم لما ستؤول اليه الامور بالنسبة لعقاراتهم موقعاً أو ثمناً واستولى عليها على طريقة "تلقي الركبان" فإنه يكون غاشاً لوطنه وأبناء وطنه وخائناً للأمانة التي أعطيت له وإن مثل هؤلاء السفاحين اذا انكشف أمرهم ثم وجدوا من يدعمهم أو يبرر افعالهم فانه مثلهم مشارك لهم في الاسم والغش وان حماه موقعه بعض الوقت ، فإن طار من موقعه الذي كان فيه عزيزاً متغطرساً وبعيداً عن المساءلة فإنه سوف يسير بين الناس غشاشا ذليلاً مطاطئ الرأس .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون !! assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :