نزاهة والأداء الباهت!! | إبراهيم معتوق عساس

  • 1/26/2014
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

يحيط بأداء ونشاط الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) علامات استفهام تدور في أذهان من رحبوا بولادتها ،وقد بدأت تلك العلامات الاستفهامية تطرح بوسائل الإعلام وفي المجالس الاجتماعية وفي غيرها من نقاط التفاعل الإيجابي مع نشاط أي جهاز حكومي خاصة أن نزاهة قد منحت من رحب بها أملاً لا حدود له في إمكانية قيامها بمكافحة ومحاربة الفساد الإداري او المالي الذي أخذ المجتمع يتحدث عن صوره بصوت عال ومن أهم علامات الاستفهام حول أداء نزاهة ما يلي: أولاً- أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مهدت لعملها عملية توعية ودعوة لكل مواطن للإبلاغ عن الفساد مهما كبر أو صغر حتى أنها في بعض إعلاناتها التوعوية حذرت الموظفين من استخدام أوراق الإدارة الرسمية في مخاطباتهم الشخصية لأن ذلك نوع من الفساد حسب تعبيرها ،فعلم الذين تلقوا الرسالة وفهموا أن نزاهة لن تتسامح مع التفريط البسيط في المال العام، ولذلك فإنها سوف تستميت وتقاتل من أجل الحفاظ على المال العام . ثانيا- انتهت حملة التوعية الإعلامية وبدأت الصحف تنشر بعض ما أنجزته «نزاهة» فإذا بالذين رحبوا بها ينتظرون وينتظرون إنجازاً يواكب طموحاتهم ويحقق ما أعلنته نزاهة نفسها من حربها ومكافحتها التي لا هوادة فيها للفساد والمفسدين عبر تصريحات ومقابلات مع كبار الموظفين في نزاهة فإذا بالمنجزات ضئيلة جداً، فمرة تتابع نزاهة تعثر بناء مدرسة في قرية تابعة لمحافظة تربة ومرة أخرى متابعة سلوك ممرضة في مستوصف أو موظف معاق أعطيت له شفقة ، بل إنها طنطنت على كونها وضعت يدها على وجود زحام مروري على جسر الملك فهد الموصل بين المملكة والبحرين حتى كان بينها وبين إدارة الجوازات حرب بيانات وتصريحات في الوقت الذي قُدمت فيه لنزاهة ملفات قوية ومستندات عن وجود مبالغات في تقدير بعض العقارات المنزوعة للمنفعة العامة وبخس لعقارات أخرى ووجود أدلة تبين العديد من المخالفات ومن يقف وراءها حتى إن المحكمة الادارية صرحت عبر الصحف ان هناك عقارات قدرت بثلث قيمتها ولو اقدمت نزاهة على فحص العقارات المبالغ في قيمتها لحالت دون اضاعة أموال عامة تقدر بعدة مليارات ولكنها لم تفعل . ثالثا- اذا كانت نزاهة قد أعطيت صلاحيات واسعة لمحاربة ومكافحة الفساد أياً يكن مصدره ثم رأينا عبر الواقع أن أداءها لا يرقى لمستوى طموحات الوطن والمواطن بعد أن لقيت دعماً كبيراً من قائد هذا الوطن الذي توعد بضرب هامة الظلم ، اذا رأينا أن أداءها لم يرقَ الى المستوى المطلوب والمرغوب فأين الخلل ؟ هل هو متصل بالإمكانيات والقدرات الإدارية لنزاهة ؟ أم أن هناك خللا آخر لا يعلمه الذين ينتقدون الأداء الباهت لنزاهة وما هي الفائدة من وجودها اذا كان هذا هو أداؤها ؟ assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :