لندن – أظهر استطلاع رأي مستقل نشرت نتائجه مؤخرا في الولايات المتحدة وقوف غالبية ساحقة من القطريين ضد التقارب الذي تسير فيه الدوحة باتجاه ايران، ورفضهم دعم جماعة الاخوان المسلمين واستضافة قياداتهم. وأشار معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومقره العاصمة الأميركية الى أن خلاصة الاستطلاع الزمني تمثل "مفاجأة" قياسا بالمستوى المرتفع من التقييم السلبي لعلاقات الدوحة بايران وجماعة الاخوان. كما يكشف استطلاع الرأي ان الابتعاد أكثر عن إيران والإخوان المسلمين سيلقى الاستحسان الأكبر من قبل القطريين في إطار أي تسوية محتملة مع الدول العربية الاربع. وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو بسبب تورطها في دعم وتمويل جماعات متطرفة ومن بينها الاخوان وايضا التقرب من طهران. ومنذ ذلك الحين، توجهت قطر الى تعزيز علاقاتها مع ايران واعادت العلاقات الدبلوماسية في أغسطس/آب. وزار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قطر هذا الاسبوع واجتمع بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأفاد الاستطلاع الذي أجرته شركة متخصصة في أبحاث الأسواق العربية في آب/أغسطس ان 79 في المائة من القطريين يعارضون السياسات الايرانية في الشرق الاوسط. وذكر معهد واشنطن في تقرير للباحث ديفيد بولوك ان الرأي العام القطري ينظر بشكل أسوأ حتى إلى وكلاء إيران الإقليميين. فقد حصل كل من حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن على تقييمات سلبية من 90 في المائة من المستطلعة آراؤهم. حتى أن أغلبيةً ضئيلة (53 في المائة) من القطريين تقول إن "أهم قضية في هذا الوضع السائد هو إيجاد أقصى قدر من التعاون العربي ضد إيران". وأضاف المعهد "من الأمور غير المتوقعة والمثيرة للدهشة أيضاً هو موقف الشعب القطري السلبي إلى حدّ كبير تجاه عنصر أساسي آخر موضع خلاف في هذه الأزمة وهو الإخوان المسلمون". فعلى الرغم من استمرار الحكومة القطرية بدعم هذه الجماعة، إلّا أن الشعب القطري لا يوافق على هذه الخطوة بنسبة تصل الى 56 بالمائة. وتؤوي قطر قيادات في جماعة الاخوان المسلمين المحظورة وتوفر لهم الدعم السياسي والمالي والمنابر الاعلامية لمهاجمة دول الخليج. وتعليقا على الاستطلاع، قال وزير الدولة الإماراتي انور قرقاش في تغريدة على تويتر مساء السبت "في خضم إرتباك المرتبك، الإستبيان الذي نُشر حول رأي أهل قطر يشير إلى رأي عام أحكم من توجه الحكومة، آن الأوان أن تسمع القيادة رأي مواطنيها". واضاف قرقاش في تغريدة اخرى عن الاستطلاع ان مؤسسة أكاديمية اميركية قامت به "عبّر فيه أهل قطر عن نخوتهم مطالبين حكومتهم بالمرونة ورفضوا تقاربها مع إيران ودعمها للإخوان. وقال معهد واشنطن ان الاستطلاع يعتبر "فريداً من نوعه" من الناحية الإجرائية، إذ إنه يضم عينة عشوائية صادقة وذات توزيع جغرافي متوازن، ومقابلات وجهاً لوجه، إلى جانب عيّنة وطنية ممثلة شملت ألف مواطن قطري.