في خطوة تعكس التغييرات السياسية والميدانية التي يشهدها ملف الأزمة السورية، نفذت مدرعات الجيش التركي، أمس، توغلاً محدوداً في إدلب، المحافظة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، استعداداً لهجوم كبير أعلنته أنقرة. ويبدو أن العملية التركية التي تشارك فيها فصائل مؤيدة لأنقرة ستجري بالتنسيق مع «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل «جبهة النصرة» أكبر فصيل فيها، إذ دخل وفد عسكري تركي برفقة عناصر من الهيئة من معبر أطمة الحدودي باتجاه مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، لاستطلاع النقاط التي ستنتشر فيها القوات التركية بمحيط مدينة عفرين الكردية. لكن في قرية كفرلوسين، رُصد اشتباك محدود، بعد استهداف «لواء إسكندرون» المنضوي في «تحرير الشام» جرافة تركية كانت تزيل الجدار الممتد على طول حدود إدلب. وتحدثت مصادر عن انقسام «هيئة تحرير الشام» بين مؤيد ومعارض للهجوم التركي، مضيفة أن بعض المسلحين المؤيدين للهجوم بدأوا الانسحاب تمهيداً لانتشار الجيش التركي والمجموعات السورية الموالية له. وخلال اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في إقليم أفيون، أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن العملية الجارية هي تطبيق لاتفاق أستانة مع روسيا وإيران، لإعلان إدلب منطقة لخفض التصعيد، مؤكداً أن «فصائل الجيش الحر تتقدم بهدوء في المحافظة بدعم تركي وفق ما خطط له». وقُتل 11 مدنياً على الأقل بينهم طفلان، أمس، في غارات جوية نسبت إلى قوات النظام السوري على سوق في معرة النعمان بإدلب. ورغم الهجوم التركي الوشيك ستواصل القوات الروسية والسورية عملياتها الجوية فوق المحافظة، إذ يستثني اتفاق أستانة «جبهة النصرة» وتنظيم داعش من وقف إطلاق النار.
مشاركة :