لا جدل حول خطورة الإعلام في رسم صور الدول وإبراز الوجه الوسيم لـ(نتنها)، فالكيان الصهيوني العنصري عرقياً ودينياً هو دولة ديمقراطية مسالمة من حق جيشها (الذي لا يقهر) أن يسوِّي بغزة (الأنفاق)؛ دفاعاً عن حقه المشروع في الأمن والسلام، ولم تهتز هذه المسلَّمة (العالمية) قليلاً إلا حين قصف مدارس (الأنروا)، حيث اتضح أن (الضمير العالمي) كان مختبئاً فيها من قصف المساجد والمستشفيات والمنازل التي يتخذها الإرهابيون مستودعاتٍ سرية لأسلحة الدمار الشامل، (صواريخ القسام) التي قتلت قبل أيام طفلاً إسرائيلياً واحداً أقام الدنيا استنكاراً، وهي التي لم يرفَّ لها رمش صناعي أمام سقوط مئات الأطفال الفلسطينيين! أين الضمير العالمي؟ خلاص.. عرفت المخابرات الإسرائيلية مخبأه ولن (تهوِّب) ناحيته مرة أخرى!! هذه الصورة (الحقَّانية) للدولة العبرية (من قول درويش: عابرون في كلام عابر) لم تقنع المتلقي (العالمي) بين يوم وليلة، بل هي نتيجة عمل وتخطيط إعلامي (محترف) لا يمل ولا يكل في استثمار كل حادثة ممكنة، من تضخيم (المحرقة اليهودية) حتى صار التشكيك فيها جريمةً ضد السامية يعاقب عليها القانون (العالمي)، إلى فدائح (داعش) التي أسقطَ عليها الإعلام الإسرائيلي فكر (حماس) محاولاً (زهمرة) ذاكرة التاريخ الذي يقول: إن إسرائيل ـ بشهادة أحمد ياسين رحمه الله نفسه ـ هي التي صنعتها (كما ربّى فرعونُ موسى) لتضرب بها الفكر القومي العربي الذي كان يهايط بإلقاء إسرائيل في البحر وتمثله منظمة (فتح)، فلما كبرت (حماس) تصالحت إسرائيل مع (فتح) باتفاقية (أوسلو) ولم تلتزم بشيءٍ يذكر منها، لأن الهدف الإسرائيلي هو أن تقضي (فتح/ السلطة الرسمية) على (حماس/ الحركة المعارضة)، وحين أدرك الفلسطينيون أن الاتحاد قوة، وبدأ الإخوة الأعداء تشكيل حكومة وحدةٍ وطنية كان لا بد أن تلجأ إسرائيل للحرب: الضمان (الوحيد) لبقائها، واللعبة التي لا يستطيع العرب ولو اتحدوا أن يجاروها فيها!! ماذا لو جرَّب العرب (لعبة أخرى) بداية باللجوء إلى الأمم المتحدة وقد أصبحت فلسطين (دولة غير عضو فيها) من حقها الانضمام إلى اتفاقيات كثيرة وقعت خمساً من أهمها؟! نقلا عن مكة
مشاركة :