الضمير الغائب والضمير المستتر..!!

  • 2/26/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

.. سمعت هذه القصة في أحد المقاطع يقول صاحبها: مر سائح أجنبي ثري على متسول عربي يقف على أحد أبواب المتحف الوطني في ذلك البلد العربي، مد المتسول يده وهو يقول: لله.. أجابه السائح: «وت»؟ أعاد المتسول ذات السؤال.. وأعاد السائح ذات الإجابة.. وكل منهما لا يعرف ما يقول الآخر، غير أن السائح التقط صورة للمتسول وعاد إلى بلده.. وفي ذهنه ذلك الموقف، فاتصل بصديق له عربي يعمل في إحدى الجامعات الذي عرف منه أن ذلك الرجل فقير وكان يريد منه مالاً ليأكل ويؤكل أهله، فما كان من ذاك السائح، وهو سائح ثري، إلا أن أرسل إلى سفير ذلك البلد مبلغًا كبيرًا في حقيبة ومعه صورته وصورة المكان الذي يجلس فيه وطلب منه إيصاله اليه. قال السفير: هذا مبلغ كبير على متسول فقير، فأخذ سعادته نصفه، ثم أرسل النصف الآخر إلى المحافظ، الذي قال هو الآخر في نفسه: عشرون ألف دولار كثير لشحات.. ألفان تكفي وزيادة، ثم أرسلها لمدير المنطقة التي فيها المتحف.. مدير المنطقة استكثرها أيضًا، حدث هو الآخر نفسه: 200 دولار تكفي الشحاذ وأهله فطورًا وغداءً وعشاءً.. ثم أرسل المئتي دولار إلى مدير الشرطة.. مدير الشرطة استدعى أحد العساكر وأعطاه 20 دولارًا وصورة الفقير، وقال أذهب بها إليه وأعطه. العسكري جاء إلى المتسول وقال له: هل تذكر السائح الذي جاءك وقلت له: «لله» ثم صورك وانصرف، قال: نعم أذكره، قال: إنه يقول لك «الله كريم»..!! ***** في واقعنا العربي الكثير من معطيات هذه القصة.. كم مشاريع ومعونات ومساعدات ودعم ومنح سطى عليها المتنفذون من اصحاب الضمائر الغائبة والمستترة فنهبوها وافروغها من الداخل ولم يصل منها او لمستحقيها الا الفتات؟ ولن نذهب بعيدا.. ماذا حدث في مساعدات الزلازل؟ كم هي؟ ولمن جعلت؟ ولمن وصلت؟! الدعم والمساعدات للشعب الفلسطيني طوال كل هذه السنين لمن ذهبت؟ وكم وصل للمستحقين فعلا؟! ابحثوا في أرصدة المزايدين على القضية وستعرفون..! ومأساة الشعب اليمني الذي ابتلع الحوثيون مقدراته ومساعداته.. وعلى ذلك فقس..!! ***** .. وفي القاموس العربي الكثير من حكايا (مافيا الضمائر) المثقوبة والميتة والغائبة والمستترة والرمادية والمتصلة والمنفصلة، وأعتقد لو سيبويه جاء لحظة لعاد إلى قبره وفي نفسه شيء من ضمائرنا، وليس من (حتى) المغلوب على أمرها..!! ***** .. فساد الضمائر أخطبوط يهدد حياتنا، وسبب لنا عوقًا دينيًا وتنمويًا واجتماعيًا، وأخطره ذلك المتسلسل من أعلى السلم الى أسفل الدرج..!! ***** .. أخيرًا (الضمير الغربي) أشد خطرًا.. ذاك على مستوى اسقاط أنظمة، وابتلاع دول، ونهب مقدرات شعوب، وكل ذلك بوهم الحرية والديموقراطية.. ونحن نصفق..!!

مشاركة :