اسطنبول، دمشق، موسكو - وكالات - انتزع تنظيم «داعش» السيطرة على بعض القرى في منطقة تسيطر عليها المعارضة إلى الشرق من محافظة حماة، أمس، فاتحاً جبهة جديدة بعد أن أعلن الجيش السوري قبل أيام أنه أخرج التنظيم المتشدد من منطقة مجاورة. وأعلن «داعش»، في بيان، أنه سيطر على 12 قرية ونفذ هجوماً كبيراً على تحالف «هيئة تحرير الشام»، وهي مجموعة تعد أبرز مكوناتها «جبهة النصرة» سابقاً. وأكدت «الهيئة» في بيان أن التنظيم اجتاح قرى عدة، بيد أنها اتهمت الجيش السوري بالسماح لمقاتليه بعبور أراض خاضعة لسيطرة النظام. من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «داعش» انتزع السيطرة على 15 قرية، لكن «هيئة تحرير الشام» استعادت خمساً منها. وكانت قوات النظام أعلنت، الجمعة الفائت، إخراج «داعش» من آخر جيب له في منطقة قريبة في ريف حماة الشرقي بعد قتال دام أشهراً. وذكر المرصد و»هيئة تحرير الشام» أن هؤلاء المقاتلين هم أنفسهم من استولوا على القرى ويبدو أنهم عبروا أراضي تسيطر عليها الحكومة، فيما أوضح المرصد أن بعضهم عبروا مع مجموعات من المدنيين. جاءت هذه التطورات بالتوازي مع إعلان الجيش التركي أنه بدأ عملية استطلاع في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، الخاضعة بغالبيتها لسيطرة «هيئة تحرير الشام»، بهدف إقامة منطقة لخفض التوتر، تنفيذاً لاتفاق «أستانة 6» الذي تم التوصل إليه منتصف الشهر الماضي. وأفاد بيان نُشر على موقع رئاسة الأركان التركي، أن «القوات المسلحة التركية بدأت في 8 أكتوبر (أول من أمس) أنشطة استطلاع بهدف إقامة مراكز مراقبة في اطار العملية التي ستتم في محافظة ادلب»، موضحاً أنّ الأنشطة الاستطلاعية تندرج في إطار التحرك العسكري الذي ستجريه القوات التركية في إدلب، بالتنسيق مع قوات باقي الدول الضامنة لمحادثات أستانة (روسيا وإيران). ولفت البيان إلى أنّ الجيش التركي يواصل مهمته في إدلب، في إطار قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الدول الضامنة في أستانة. وكانت تقارير متقاطعة ذكرت أن وفد استطلاع من الجيش التركي عبر إلى الأراضي السورية عن طريق معبر أطمة الحدودي، وأنه يضم خبراء ومستشارين عسكريين توجهوا إلى ريف حلب الغربي. وقالت مصادر مطلعة أن الوفد دخل في مهمة للاستطلاع وتحديد نقاط ستتمركز فيها القوات التي ستدخل إلى سورية ضمن العملية العسكرية التي أعلنت عنها تركيا قبل أيام. وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعلن السبت الماضي انطلاق عملية عسكرية جديدة داخل سورية، تنفذها فصائل من المعارضة السورية المسلحة بدعم من الجيش التركي. وتعد العملية جزءاً من الجهود التي تبذلها تركيا، إلى جانب روسيا وايران، لإقامة منطقة خفض توتر في إدلب، تماشياً مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال محادثات السلام التي جرت في أستانة.
مشاركة :