انطلقت قبل أيام الشرارة الأولى لحرب تجارية عالمية ربما تكون وزارة التجارة الأمريكية أول، وأكبر من يغذي سعارها.فقد أصدرت الوزارة قبل أيام قراراً ابتدائياً بفرض رسوم عقابية على طائرات الفئة «سي» الصغيرة التي تصنعها شركة «بومباردييه» تصل إلى 220% بدعوى حصول الشركة على دعم حكومي في كندا. وفي حال تنفيذ القرار بدءاً من العام المقبل فسيشكل سابقة خطيرة في تاريخ التنافسية، حيث تلجأ شركة لأول مرة إلى الإجراءات الرسمية لتجنب المنافسة مع شركة ند، سواء لأنها لا ترغب في ذلك أو لا تستطيعه في السوق الحرة المفتوحة.وربما يكون هناك بعض العذر في القرار لجهة حصول «بومباردييه» على دعم من الحكومة المركزية الكندية، أو حكومات الولايات، وهو ما يعتبر خرقاً لقوانين التجارة الحرة في ما يخص دعم إنتاج الفئة «سي» من الطائرات المذكورة. وقد خسرت كندا عدة قضايا أثيرت أمام منظمة التجارة العالمية حول دعم «بومباردييه» (وهذا ينطبق أيضاً على مليارات الدولارات التي تضخها الحكومة الأمريكية لدعم شركة «بوينج»).إلا أن الادعاء بأن دعم الحكومة الكندية لشركة بومباردييه يلحق الضرر بمصالح شركة «بوينج» قد لا يصمد أمام التحليل. فالشركة الأمريكية أوقفت إنتاج طائرات صغيرة الحجم منذ زمن. وجاء في قرار شركة «دلتا إيرلاينز» الأمريكية شراء طائرات بومباردييه وهو القرار الذي فجر الأزمة، أن شركة «بوينج» غير قادرة على تلبية طلبها للحصول على طائرات أكبر بقليل من الفئة «سي» من بومباردييه قبل عام 2020.وكانت «بوينج» أساساً طالبت الحكومة الأمريكية بإغلاق السوق أمام الطائرات صغيرة الحجم المستوردة في حال كان لزاماً عليها إنتاج هذه الفئة من الطائرات لتنافس نسخة «بومباردييه» في المستقبل. «فاينانشل تايمز»
مشاركة :