هل أصحاب الأعمال الحرة سعداء

  • 10/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبها: الوطن 2017-10-09 10:36 PM تزايدت الرغبة والاهتمام في ريادة الأعمال، وهذا الأمر يتجلى بوضوح في تعهد عقدته السعودية والإمارات مؤخرًا بـ 100 مليون دولار(375 مليون ريال) لصندوق البنك الدولي لمساعدة أصحاب المشاريع الخاصة الصغيرة، خصوصًا النساء، وكذلك لدعم زيادة الطلاب في التعليم الثانوي والعالي وفي الكليات الذين يدرسون مهارات الأعمال التي تخدم الشركات الناشئة المستقبلية. وكما تمت الإشارة إليه في صحيفة وول ستريت جورنال، فقد تغير حتى طريقة التلفاز في تصوير ريادة الأعمال. وولت تلك الأيام التي يتم تصوير روّاد الأعمال بالأوغاد الكبار، أو الفقراء، وبدلًا من ذلك أصبح التركيز على قصص رواد الأعمال سواء الخيالية أو الواقعية الذين لا يكسبون رزقهم فحسب، وإنما يصنعون ثروة كما حصل في فيلم The Social Network. جيل الألفية جاء في تقرير لمعهد brookings الأميركي للدراسات والأبحاث، أن روّاد الأعمال مثل مارك زوكربيرج قد أصبحوا معروفين ويمتلكون الشهرة. والعديد من الأميركيين قد أُعجبوا بصورة رجل الأعمال دونالد ترمب لدرجة أنهم انتخبوه رئيسًا. وسجلت شركتا Ernst & Young و Economic Innovation Group مستوى الإعجاب لمؤسسي الشركات وأصحاب الأعمال الحرة بين جيل الألفية وكان ذلك في استطلاع على المستوى الوطني، أن 78% من جيل الألفية يرون أن روّاد الأعمال أشخاص ناجحون و62% منهم فكروا ببدء مشاريعهم وأعمالهم الخاصة. استطلاع جالوب لكن، ما مدى دقة هذه الصورة السائدة للأفراد الناجحين والسعداء الذين يعملون لصالح أنفسهم؟ يقول التقرير، إن ممارسة الأعمال الحرة تعتبر أمرا مربحا وابتكاريا وفي نفس الوقت له خطورته الكبرى. ونظريًا فإن ممارسة الأعمال الحرة لابد أن تؤثر على السعادة أو النفسية الإيجابية، تمامًا كما يظهر في صور الإعلام. ولكننا لا نعرف سوى القليل عن العلاقة الفعلية بين ريادة الأعمال والسعادة. وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، تم تحليل أكثر من 600.000 ملاحظة من استطلاع «جالوب هيلث وايز للرفاهية» في الولايات المتحدة لعام 2010 وحتى 2016. وتمت مقارنة مستويات السعادة (من أبعاد مختلفة) لموظفين بدوام كامل الذين يمارسون الأعمال الحرة بأولئك الذين يحصلون على الرواتب (يعملون لصالح جهات التوظيف). مع الأخذ في الاعتبار عوامل مختلفة مثل العمر والجنس ومستوى التعليم والحالة الاجتماعية والعرق والديانة والدخل والموقع ومستوى البطالة المحلي. نظرة وردية بشكل عام قد نظر إلى روّاد الأعمال بنظرة وردية. فتجارب العديد من رواد الأعمال في الولايات المتحدة قد تكون قريبة من تجارب هؤلاء الذين يعملون كبائعين في الشوارع في الاقتصادات النامية، بدلًا من أولئك الذي يعملون في الشركات التكنولوجية. وتدعم نتائج التقرير نظرة أن هناك بالفعل نوعين من ريادة الأعمال، ريادة الأعمال المستندة على الضرورة، وريادة الأعمال المستندة على الفرص. إن رواد أعمال الفرص أكثر ترجيحًا لأن يكونوا متعلمين تعليمًا عاليًا ويمتلكون مهارات قيمة ويمتلكون وظائف ثابتة كبدائل ويختارون ترك وظائفهم من أجل استكشاف فرص جديدة. وعلى عكسهم فإن رواد أعمال الضرورة بشكل عام حاصلون على مستويات تعليم منخفضة، ولا يمتلكون المهارات والتجارب المطلوبة وعادةً ما يعملون في القطاعات غير الرسمية بدون وجود أي فرص لتحقيق التقدم. وقد يكونون أصبحوا أصحاب أعمال حرة كردة فعل لعدم وجود أي فرص وظيفية ذات دخل مرتفع. المستويات التعليمية يوضح الرسم البياني أن خصائص أصحاب الأعمال الحرة مختلفة عن الصورة التي تعرض في الإعلام. فهم الأكثر ترجيحا بأن يكونوا ذوي مستويات تعليمية أقل، وكذلك ذوي دخل أقل مقارنةً بالحاصلين على الرواتب، كما أنهم أكثر ترجيحًا لأن يعيشوا في مناطق ترتفع فيها مستويات البطالة. وهذا يشير إلى أن العديد من أصحاب الأعمال الحرة قد اختاروا ريادة الأعمال لأنهم لا يمتلكون خيارًا آخر. والأهم من ذلك فقد اكتشف أن أصحاب الأعمال الحرة يمتلكون مستوى أقل من الرضا عن حياتهم مقارنةً بأقرانهم الحاصلين على الرواتب. وهذا يتناقض مع العديد من الدراسات السابقة التي توثق وجود علاقة إيجابية بين ريادة الأعمال ومستوى الرضا عن الحياة. ولكن من المهم الإشارة إلى القيام بمقارنة هؤلاء الذين يمارسون الأعمال الحرة بدوام كامل (أكثر من 35 ساعة في الأسبوع) مع هؤلاء الموظفين بدوام كامل، ولم تتم مقارنتهم بالعاطلين عن العمل الذين شملتهم العديد من الدراسات. كما يتم استخدام عينة أكبر بكثير من العينات التي تم استخدامها في الدراسات السابقة التي تركز على الولايات المتحدة. بعض الفروقات توجد بعض الفروقات، فرواد الأعمال الناجحون ماليًا هم أكثر سعادةً مقارنةً بمن ليسوا ناجحين ماليًا، والنجاح المالي يلغي التأثير السلبي لممارسة الأعمال الحرة. ولكن التعليم ليس له نفس التأثير. وهؤلاء الحاصلون على مستويات عالية من التعليم لا يشعرون بنفس التأثير. حيث إن هؤلاء الحاصلين على مستويات عالية من التعليم ليسوا أقل ترجيحًا لممارسة الأعمال الحرة فحسب، ولكن هؤلاء الذين يمارسون الأعمال الحرة أقل رضًا عن حياتهم. وأصحاب الأعمال الحرة الذين يعيشون في مناطق ذات معدلات بطالة منخفضة هم أكثر سعادة. وهذا يشير إلى أن رواد الأعمال هؤلاء هم الأكثر ترجيحًا لأن يستمروا في ممارسة الأعمال من أجل رغبتهم في ذلك، وليس لأنهم لا يمتلكون خيارات أخرى. مشاعر إيجابية كشف الاستطلاع أن أصحاب الأعمال الحرة هم الأكثر ترجيحًا لأن يشعروا بمشاعر إيجابية (مثل السعادة والمرح والرضا عن الحياة) والسلبية (مثل الحزن والغضب والتوتر) أكثر مقارنةً بأقرانهم الحاصلين على الرواتب. يبدو أن الفرص والمخاطر والعقبات التي تواجه أصحاب الأعمال الحرة تتسبب في تعزيز كِلا هذين النوعين من المشاعر. ويبدو أن الدخل يخفف من حدة المشاعر السلبية المرتبطة بريادة الأعمال ويعزز من المشاعر الإيجابية، ولكن ليس للتعليم نفس التأثير.

مشاركة :