دخلت قطر في المرحلة الأقرب إلى الرمادية بعد استمرار رفضها التراجع عن دعم الإرهاب لإتمام المصالحة، والتي بدأت تنعكس عليها سلبياً بشكل تدريجي. وتحاول قطر مواجهة الدول العربية بطرقها الخبيثة والملتوية، والتي تعتمد على المال، فيما تحمل الأيام المقبلة كثيراً من المفاجآت لقطر، وفق محللين فلسطينيين. وقال المحلل السياسي أكرم عطالله، إن قطر لا تبدو حتى الآن أنها تنوي تقديم مرونة في أزمتها مع دول الخليج، ومن الواضح أن موقفها المتصلب كما هو، وان الأزمة مستمرة، ما يتطلب من الدول العية لمكافحة الإرهاب المزيد من فهم أدوات وممكنات القوة لدى قطر حتى تتحرك بشكل أكثر جدية، لأن العقوبات الحالية جعلت الدوحة تتحرك بشكل مبدئي لتوفير بدائل اقتصادية، بإسناد عسكري من تركيا وإيران، وبتحريك من المال القطري. وقال عطالله إن المال القطري يتحرك في كل اتجاه، ما يدل على أن قطر تستخدم أموالها لترويج سياستها وأشخاصها وممثليها. وأكد على أن بدء تسريب أخبار سحب المونديال من قطر سيؤثر كثيراً على قطر، التي دفعت أموالاً كثيرة، لأن هذا جزء من هيبة وحدود الدول، وإذا تم سحبه فعلياً سيمس بقطر ويكون مشكلة كبيرة لها. انتهازية من جهته، قال المحلل السياسي ناصر اليافاوي، إن قطر فشلت في كل مشاريعها الانتهازية، وبدأت تخسر كل حلفائها المصطنعين والذين تم شراؤهم بالمال السياسي، ولذلك فإن قطر أمام خيارين: الأول: الشطب السياسي والدولي، لأنها لن تقدم على المواجهة حتى لو تحالفت مع الشيطان، بحكم قوة القرارات المتخذة من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الضاربة لمشاريع قطر المرتبطة بأجندات مشبوهة خارجياً. والثاني، أن ينزل أمير قطر عن شجرة الهشيم التي اعتلاها بعد أن زيّن له الشيطان أعماله، ويعلن تلبيته للمطالب العربية من دون شرط أو قيد، وتعود قطر للبيت العربي والخليجي، بعد أن تعلن رسمياً اصطفافها مع العقل الجمعي العربي، وتتخلى عن التحالفات التي من شأنها تعطيل المصالح القومية العربية، وتخليها عن دعم المنظمات الإرهابية. وتابع: «إذا عادت قطر عن سياساتها ستحصل على فرصة أفضل، وتعود للمربع العربي وترفع عنها المقاطعة، وتلعب دوراً يتناسب مع حجمها، وستساعدها الدول العربية في النهوض تنموياً ورياضياً، وقد تساعدها في استضافة مونديال 2022». خطوات وأشار إلى أن بدء نشر تسريبات عن سحب المونديال من قطر، قد يتبعه خطوات أخرى من دول ومؤسسات دولية، لأن المونديال لا يقام على أراض تفتقد للاستقرار السياسي وغير المرضى عنها من دول المحيط، وقد يتبع هذه الخطوات خطوات مماثلة دولياً. ويعتقد المتابع للشأن الخليجي شفيق التلولي، أن قطر ستتعرض لمزيد من العزلة سواء كان على المستوى الرسمي العربي، أو من الداخل احتجاجاً على سياستها، خاصة بعد أن بدأت مصر بالتعافي وتأخذ دورها الطبيعي والريادي في المنطقة العربية لما تمثله من أهمية كبيرة. وأكد أن قطر ستعاني من العزلة الدولية والإعلامية، وسحب الأبواق الإعلامية التي استخدمتها قطر طويلاً خلال فترة الربيع العربي، وبوقها الأساسي الجزيرة، وبالتالي لن يكون مسموح لقطر أن تأخذ دورها مرة أخرى، لأنه انتهى الدور المناط بها أو الوظيفة التي كانت تؤديها، من خلال توجهات خارج الإرادة العربية، وخاصة على مستوى أميركا التي طوعتها لتنفيذ ما كان يخطط للمنطقة العربية، أو الاستغلال الذي حصل من قبل الدول العظمى لما سمي بالربيع العربي لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار في مصر وروسيا وليبيا واليمن وغيرها من الأقطار العربية. وأضاف:«من الممكن سحب سفراء إضافيين وقطع العلاقات الدبلوماسية الرسمية والتعاون على المستوى السياسي والاقتصادي، وفرض عزلة على المستوى الرسمي، وقد تلجأ الدول لسحب عضوية قطر من جامعة الدول العربية، والمنظمات العربية المشتركة بها». تزلُّف قال موقع تور ماج الفرنسي المتخصص في السياحة والرحلات، إن هيئة قطر للسياحة والخطوط الجوية القطرية تقدم عروضًا مجانية للسائحين لزيارة قطر، كأنها «تتزلّف السائحين» في محاولة لكسر العزلة التي ضربتها منذ المقاطعة العربية. وتشمل العروض إقامة لليلة واحدة في الفنادق (بما في ذلك فور سيزونز، ماريوت ماركي، راديسون بلو وأوريكس روتانا) مجانا وتأشيرات المرور العابر مجانا.
مشاركة :