عندما يحل موعد اختبارات القياس للطلاب بشكل عام ذكور وإناث تجدهم في قلق وهم يفوق قلق وهموم الاختبارات النهائية للمرحلة الثانوية لأن اختبارات قياس هي الأساس في التصنيف والفرز للقبول بالجامعات الحكومية لدينا أما الجامعات الخاصة لا تخضع لأي مقياس سوى المقدرة المادية للطالب ودرجات الثانوية العامة، وهذا الأمر أصبح مقلق لجميع أولياء الأمور في التطلع لمستقبل وأحلام أبنائهم وأمانيهم التي بات مصيرها بيد اختبار القياس، وبالاطلاع على إحصائية أبنائنا الطلاب والطالبات بالمملكة لعام 1433/1434هـ والتي بلغت بإجمالي نحو 3,995,627 طالب وطالبه تقريبًا، وهذه الأعداد في تزايد مستمر في ظل النهضة والنمو الذي تشهدهما المملكة، السؤال هو لماذا أوجدت المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية بأقسامها للطالب قبل الجامعة؟ وخصوصا بعد إلغاء الشهادة الابتدائية والشهادة المتوسطة وفقدت هذه المراحل الهيبة من إنهائها وكأنها مرحلة عبور بدون أي مقياس أو نتائج هامة للطالب يمكن الاعتماد عليها في تحديد مسار الطالب نحو مستقبله ومبتغاه وتحصيله العملي أو الأدبي أو المهني والتجاري، والاختبارات التحصيلية والتقييم في المرحلة الابتدائية أيضا فقدت الكثير من مصداقيتها مع معظم الطلاب في تقييمهم السنوي وحصدوا هذا التحصيل في اختبارات القياس في المرحلة الثانوية الذي لا تعكس حقيقة تقييم الطلاب وكلنا يعرف ذلك. إنني اقترح على المسؤولين بوزارة التربية والتعليم وضع اختبار القياس للطلاب في المرحلة المتوسطة وتكون هذه المرحلة هي الفيصل والفرز لتحديد مستوى الطالب وتحديد مساره قبل الدخول في المرحلة الثانوية والاتجاه إلى الفرع العلمي أو الأدبي أو التجاري أو المهني حسب نتائج اختبار القياس ويترك المقعد الدراسي في المرحلة الثانوية لمن يستحقه بجدارة ويستطيع أن يكمل مساره وبهذا نكون استفدنا من المرحلة المتوسطة وأعدنا لها قيمتها ووزنها الدراسي وفتحنا المجالات لجميع الفروع العلمية والأدبية والتجارية والمهنية لاستقبال الشباب والفتيات بتخصص وتخفيف العبء على الجامعات بمن لا يستطيع أن يكمل بها مساره، وتكون الرؤية واضحة لولي أمر الطالب مبكرًا في مساندة وتحديد مسار أبنائه دون الحاجة إلى فرز واختبارات غير اختبار الثانوية العامة والنسبة المئوية التي تمكن الطالب في الحصول على التخصص الذي يطمح إليه ويمكن للجامعات أيضًا أن تضع اختبارات للقبول مثل ما هو معمول به حاليًا لبعض التخصصات لديها. * العلم في الصغر كالنقش على الحجر وكالفرق بين النوم والسهر.
مشاركة :