الدلال إبراهيم الغيث: مستوى العرض يفوق حجم الطلب والحل الوحيد في التصدير

  • 8/26/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ليس من السهل تحديد عدد الدلالين الذين يعملون في صباح يوم عادي بمهرجان بريدة للتمور، ولكن تستطيع التعرف على إبراهيم عبدالعزيز الغيث لتكون متأكداً من أنك تعرف أحد أهم هؤلاء الدلالين. فهو شاب سعودي، ويتمتع بخبرة واسعة بدأها منذ طفولته وصنعها على مدى 16 عاماً في هذا المجال حيث بدأ محاسباً ميدانياً يراقب عمليات البيع ويطور قدراته المعرفية والتسويقية حتى دخل في مجال الدلالة وشراء وبيع المزارع وبات الشخص الذي تمر من خلاله أغلب الصفقات الناجحة وتؤخذ منه الاستشارات الأكثر موثوقية. يومان فقط من الانتظار.. تنزل بأسعار التمور إلى النصف المتابع الدقيق لعمل إبراهيم الغيث في مهرجان التمور يدرك تماماً أن وقت هذا الرجل يمكن مساواته عملياً بالمال، فالثانية الواحدة قد تعني زبوناً محتملاً، وقد تعني اتفاقا تسويقا، وقد تعني بيعة جديدة مكتملة، ولهذا فإن الوقت الذي يخصصه لشيء آخر غير عمله، هو على الأرجح وقت يمكن تثمينه بقيمة معينة وقبل ذلك ينبغي أن يُشكر عليه، قبل أن يعود مجدداً ليمارس الدلالة فوق أحد السيارات بطريقة شديدة الإقناع أو ليجلس بمكتبه في شركة متخصصة تمتلئ بالزبائن وتدار عملياتها بإيقاع متسارع عالي التركيز، يشبه إيقاع البورصات العالمية. هبات التمور الخارجية خطوة تفيد المزارع وتخفف التكدس فارق العرض والطلب الشاب الذي يبدو صوته منهكاً بفعل عمليات الدلالة المتكررة يملك معرفة عالية بطبيعة سوق التمور ولا يعمل فيه لأداء واجب وظيفي أو مهمة يومية فقط، ولهذا اختار أن يبدأ حديثه عن فارق العرض والطلب خلال السنوات القليلة الماضية وهي المعادلة التي انقلبت كلياً حسب كلامه، يقول "لقد كان الانتاج أقل في السابق والطلب عال، كما كانت الطلبات تصل بسهولة أكبر إلى أماكن عدة، السوق الآن يزيد سنويا - في القصيم فقط - بمقدار اكثر من 500 الف نخلة تخيل هذه الزيادة والطلب كما هو لم يتغير، كما أن إيصال البضاعة لم يعد بالسهولة ذاتها" وفي حين يطرح الغيث هذه المعادلة ويطلب النظر إليها بجدية تامة، فهو يقترح أن يتم توفير التسهيلات لجميع بائعي التمور ومسوقيه بحيث يستطيعون التصدير، ويرى أن عدم تنفيذ هذا الأمر قد يتسبب في بقاء التمور لدى اصحابها، يضيف "بحسب نسبة الزيادة الإنتاجية كل عام، فبعد 5 سنوات من الآن، سنحتاج سوقاً أكبر لاستيعاب الكمية، ولا أتحدث عن إنتاج القصيم إجمالا بل إنتاج بريدة لوحده". جوانب كثيرة لا تغيب عن ذهن الدلال المعروف الذي يتمتع بعلاقات واسعة في مجتمع تجارة التمور، وكثير من الأمور التي يطرحها هي نتاج تجاربه وحواراته اليومية مع الجميع بينما يؤدي دور همزة الوصل بين المزارع والمشتري سواء كان مستثمراً أو زبوناً عادياً، يقول "البضاعة ليست مختلفة عن بعضها كثيرا، رغم وجود تفاوت نسبي بينها من حيث الجودة، الفارق والاختلاف يكمن في نوعية التعامل مع الزبون، فالناس يثقون بالمسوق عندما يحسون بالصدق وحسن التفاهم وسرعة التسديد بالإضافة إلى وقوفه معهم ومساندتهم لتحقيق مصلحتهم، هي حلقة متكاملة، الزبون يريد بضاعة جيدة بسعر مناسب، والمزارع يريد البيع لمن يسوّق له ويعطيه حقه، والمستثمر يريد من يصبر عليه ويقف معه". الغيث الذي يصف مدينة التمور بأنها سوق المملكة بأكملها لا يخفي أمنياته بأن تشهد السنوات المقبلة المزيد من التوسع في تسهيلات المستثمرين ومواقف السيارات والثلاجات وأماكن التخزين، يعلق "المستثمر ليس سائحا، هو لايريد احتساء قهوة او أن يرى مناظر جميلة، هو شخص يبحث عن رزقه خلال مدة محدودة، وكل ما يريده فقط ان ينهي اموره ويعود إلى بلده، وواجبنا أن نوفر له سبل الراحة، لكي تكون تجربته مفيدة له ولنا جميعاً"، وفي جانب آخر يتمنى أن يحصل المزارعون على عمالة موسمية تساعدهم في جني الثمار لضمان عرض بضائعهم في الوقت المناسب، حيث أن تأخر عرض تمور –كالسكري مثلا- ليومين فقط معناه أنها ستتعرض لتغيرات تنزل بسعرها مباشرة إلى النصف. إعانات للدول الخارجية وبعد حديث سريع لم تنقصه المعلومة ولا التثقيف، يوجه الشاب الغيث اقتراحاً لا تنقصه الوطنية حيث يرى أن التمر ثروة يجب استغلالها بما يفيد الاقتصاد الوطني لاسيما أنها تنتج كميات هائلة كل عام، معتبرا أن فرصة مهرجان بريدة للتمور يجب أن تشرع الباب لدراسة كل السبل التي تستثمر هذا المجال بأفضل وسيلة من حيث دعم المزارعين والمستثمرين على حد سواء، كما يقترح تعزيز الاهتمام بالتمر كإعانات للدول الخارجية، حيث يرى أن لهذا أثره الداخلي أيضاً فهو يفيد المزارع ويخفف تكدس البضاعة.

مشاركة :