مصاعد الفزع | سراج حسين فتحي

  • 8/24/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في ثالث ليلة من ليالي عيد الفطر المبارك كادت أن تقع كارثة مؤلمة لي ولبعض أبنائي وأقاربي في مصعد العمارة التي يسكنها ابني محمد، فعندما دخلنا المصعد وبعد أن أغلق الباب الداخلي آليا وبعد ضغط أزرار الصعود للدور الرابع، فوجئنا بهبوط مباغت للمصعد وفي لمح البصر ارتطمنا بقاع البئر، مما أصابنا بالفزع وبعض الرضوض البسيطة -والحمد لله على كل حال- لكن ما أسباب حدوث المشكلة، وما العوامل التي تؤدي إلى كوارث دامية أحيانًا ومفزعة غالبًا، بالنسبة لحالتنا نعترف بأننا قد أخطأنا لأن العدد كان أكثر من المفروض لهذا المصعد، ولكنا لم نسمع أي صوت إنذار، والعجيب أن المصعد نفسه لم يتوقف عن العمل كما جرت العادة حيث لا يتحرك طالما الحمولة أكثر من طاقته لذلك لم ننتبه لوجود أي خطأ منا!! لم أكن لأكتب هذا المقال لغاية شخصية ولكن لتكرار المشكلة مع كثيرين وبدرجات خطورة أكبر وأسوأ مما حصل معنا، لابد من مناقشة الموضوع من جوانب عدة، ولعل أهم جانب هو لا مبالاة معظم ملاك العقارات بنوعية ومستوى جودة مواد البناء عامة والتشطيب خاصة بحجة أن المبنى تجاري وليس شخصي، وهذا يشمل معظم الأشياء المستخدمة كالأدوات الكهربائية والسباكة والنجارة وحتى نوعية المكيفات وغيرها، لأن هؤلاء الملاك همهم الأكبر تحصيل الإيجارات في نهاية العام من السكان، ولا يهمه إن كانوا يتمتعون بالراحة من الخدمات الموجودة في الشقق أم أنهم يعانون من تدني مستوى أدائها وسرعة خرابها وتعطلها غالبا، والأعجب في هذا أن يكون صاحب العمارة أو بعض أهله يسكنون في العمارة نفسها! وكم من صاحب عمارة يبحث عن الأيدي الرخيصة خلال مرحلة البناء، بل إنه لا يهتم كثيرًا بمستوى التصميم الداخلي للشقق وتوزيعها ومدى توفر الإضاءة الطبيعية والتهوية الكافية، وخاصة في السلالم، أو حتى الشبابيك المطلة على الشارع أو على الجيران، وهذا الخلل بسبب ضيق الأفق وقصر النظر لدى المالك الذي همه تحقيق أكبر قدر من المال ليسد ديونه أو ليرفع أرصدته، والأسوأ بعد ذلك كله إن كان مثل هذا المالك لا يدري عن عمارته شيئًا، فقد أوكل أمرها إلى الحارس، أو إلى مكتب عقاري ليس لديه صلاحيات سوى جمع الإيجارات نهاية كل عام، ناهيك أن من يدير المكتب العقاري نفسه ليس مواطنًا قائمًا بالعمل بنفسه، ويقوم عنه وافد همّه التأجير، وليس لديه أدنى اهتمام بتوفير حاجيات السكان وحل المشكلات التي تواجههم، وخاصة حالات الطوارئ أو خراب الأدوات المختلفة الذي يفسد عليهم راحتهم!!. هي قضية تحتاج إلى اهتمام من قبل الجهات المختلفة، ويأتي الدفاع المدني في المقدمة فيما يخصه من أمور الأمن والسلامة، وشركة الكهرباء، والبلدية التي لابد أن تهتم بالفعل على الأساسيات الهامة في مرحلة التصميم وتوزيع المرافق، كما أن المكاتب الهندسية مسؤولة بالدرجة الأولى عن تحقيق كل الشروط اللازمة للمباني السكنية والإشراف الحقيقي ليس خلال مرحلة البناء بل حتى التشطيب نوعًا وكمًا وكيفية، وكل عام والمصاعد بخير وأمان وسلام. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :