من العايدين | سراج حسين فتحي

  • 8/12/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مما ينساب من الذاكرة بمناسبة عيد الفطر المبارك بعض صور العيد قبل فترة قريبة جدا لا تتجاوز الستين عاما ، حيث لم تكن وسائل المواصلات والاتصالات بالكم والنوعية التي نعيشها ونستخدمها اليوم ، فلم تكن خدمات الهاتف كما نعرفها اليوم ، بل لم يكن في معظم البيوت أي جهاز هاتف ، كما أن السيارات الخاصة كانت أقل من أصابع اليد الواحدة سواء على مستوى الأسر أو الأحياء أو المدينة ، ولذلك كان علينا قطع عشرات الكيلومترات في أيام العيد الثلاثة ، خاصة إذا كانت البيوت التي نريد زيارتها مترامية الأطراف ، فبعضها شرق مكة المكرمة والأخرى شمالها والثالثة جنوبها ، ولكن !! ولكن رغم كل تلك الصعوبات وشدة الحرارة – إن كان العيد صيفا - كان حرص كل أفراد المجتمع أكثر من المعقول ، لأنه لا أحد يريد أن يكون قاطع رحم أو يصل به التقصير في التواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء حدا يضطر معه إلى عدم زيارتهم ومعايدتهم خاصة وأنها عدة أيام في كل عام ، صحيح أن الأهالي في أحياء مكة المكرمة كانوا ينظمون أنفسهم ويوزعون المعايدة بين الحارات حتى لا يخسروا اللقاء بمن يريدون زيارته ، ولم يكن يكفيهم نخبوية المعايدة ، بل لابد من زيارة كل الدوائر الاجتماعية من الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف وربما تسع الدوائر إلى غيرها ، وهذا رغم ما فيه من إجهاد وبذل وقت إلا أنه يعتبر واجباً لابد من تأديته بكل محبة وأريحية ودون كلل أو ملل أو مجاملة جوفاء !! أما اليوم فقد توسعت المدن توسعاً بلا حدود ولابد من استخدام السيارات لأداء الواجب ، ورغم أن البعض - و للأسف - بدأ يتهرب من استقبال محبيه في العيد فيخرج من البلد تماما ، أو على الأقل يقضي أيام العيد بجوار البحر مثلا ، ربما لأنه يعاني مشكلة نفسية تضغط عليه فلا يريد من أحد زيارته ، ولكن الأنكى من ذلك عدم الاهتمام من قبل البعض بعيد الفطر أصلا وكأنه منبت من طقوس الحياة الاجتماعية وحتى يخرج من دائرة اللوم فإنه يتكرم على أحبائه برسالة جوال أو الواتس وما أرخصها من وسيلة لكنها قد تخفف بعض حرارة العتب عليه ، وليست هذه الصور القاتمة الممثل الأوحد للمجتمع والحمد لله ، فإن الأغلبية ما يزال يعيش العيد بكامل فرحته قدر الإمكان ، فيستعد للعيد كما يجب أن يكون وحسب عادات المجتمع الجميلة ، بل تحرص عوائل كثيرة على عقد لقاء يجمع شملها ليتواصل الكبار والصغار نساء ورجالا ، خاصة ممن يبتعد بهم السكن سواء داخل المدينة الواحدة أو في مدن مختلفة بحسب ظروف العمل وضرورات المعيشة ، وهذا الحرص إن عايشه الصغار فيكون لديهم أحد طقوس حياتهم المستقبلية بحيث ينقلونه إلى ذرياتهم وربما أصدقائهم ، المهم لنتذكر أن عيد الفطر المبارك فرصة للتواصل وتعميق أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع عامة والأهل والأقارب خاصة ، لنغتنم الفرصة ولنجدد النية ليكون عملنا قربة إلى الله وتلبية لنداء صلة الرحم ، ، ومهما كان بيننا وبين بعض الناس من اختلافات مع من تربطنا بهم علاقات عائلية أو قرابة أو معرفة فلنبادر إلى الصفح والعفو « ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟» وكل عام وأنتم بخير . sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :