قال الكاتب والمؤرخ السوري سامي مبيض، إن قطر فقدت تدريجياً الأدوار والمكانات التي شكلتها لنفسها في مناطق النزاع، مثل فلسطين وسورية في أعقاب المقاطعة الدبلوماسية التي فرضتها عليها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب السعودية والإمارات ومصر والبحرين. وأضاف أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لم يذكر خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي، فلسطين أو سورية اللتين شكلتا حجر زاوية في خطاباته السابقة منذ 2013. وأوضح أنه في أعقاب الأزمة الدبلوماسية مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وجدت الدوحة وضعها متجمداً في فلسطين وسورية لتفقد سلطة الوساطة الإقليمية. وقال مبيض إن تميم ووالده لسنوات دعما علناً «المقاومة الإسلامية» في غزة متمثلة في حركة «حماس»، وكذلك دعما جماعة الإخوان الإرهابية في مصر التي تُعد المنظمة الأم التي ولدت «حماس» في الثمانينات، حيث أنفقا الكثير من الأموال على وكلائهما وميليشياتهما في فلسطين وسورية، كما أنفقا على صعود الإخوان في مصر عام 2012، وأشعلا أزمة دبلوماسية مع القاهرة بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئاسة. وأضاف مبيض أن مصر الآن ترد على قطر باستعادة دورها الإقليمي بعد رعايتها محادثات في مايو الماضي بين فرقاء غزة والتوصل لاتفاق بين حركتي «فتح» و«حماس»، لتشكيل حكومة وفاق بهدف مساعدة وتحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة المحاصرة، ويبدو جلياً أنه لم يتم اعتبار قطر عند عقد الاتفاق، وهو ما يجمد دورها لدى القيادات الفلسطينية وحركة «حماس». أمّا في سورية اختفى النفوذ القطري تدريجياً، فعند بداية النزاع السوري في 2011 كانت قطر اللاعب الأكثر نفوذاً على أرض المعركة، بعد إنفاقها ثلاثة مليارات دولار أميركي على الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية خلال أول عامين من الحرب، لكن بعد مرور سبع سنوات استعادت قوات النظام السوري مدعومة من روسيا كل الأراضي التي كانت تسيطر عليها في أحد الأيام الميليشيا المدعومة من قطر. وأشار مبيض إلى أن قطر لم يتم دعوتها أيضاً إلى محادثات أستانة التي قادت إلى اتفاق مناطق وقف إطلاق النار الشهير في مايو الماضي. وتكرر الوضع نفسه في لبنان التي تم حل أزمة الرئاسة الشاغرة في 2016، بتولي الرئيس ميشال عون السلطة، ورئيس الوزراء سعد الحريري قيادة الحكومة اللبنانية، وهو ما لا يترك أزمات يمكن أن تتدخل قطر أو تتوسط لحلها كما فعلت في 2008.
مشاركة :