موسكو تتهم واشنطن بعرقلة التسوية وتحويل التنف «منصة لتنقل الإرهابيين»

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حملت وزارة الدفاع الروسية بقوة على الولايات المتحدة واتهمتها بـ «عرقلة التسوية السياسية في سورية» وقالت إنها «تمتلك معلومات عن مساعدات أميركية للإرهابيين». في حين شدد وزير الخارجية سيرغي لافروف على «الحاجة لإطلاق عملية سياسية في أقرب وقت» وتعهد منع «تسييس ملف الكيماوي السوري»، بالتزامن مع تحذير نظيره السوري وليد المعلم الأكراد من أن «المساعدات الأميركية لن تستمر طويلاً» . وشنت وزارة الدفاع الروسية هجوماً قوياً على واشنطن وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشنكوف، إن الجانب الأميركي «لم يقدم أي تفسير عن تساؤلاتنا بخصوص تسلل مسلحي داعش من نقطة مراقبة أميركية قرب قاعدة التنف». وزاد أن موسكو نبهت الجانب الأميركي، الى أخطار تحويل قاعدة التنف الواقعة على الحدود السورية الأردنية إلى «ثقب أسود» يشكل منصة لتنقل الإرهابيين في المنطقة. وأكد كوناشنكوف أن حوالى 600 مسلح خرجوا على متن سيارات رباعية الدفع، أمام أعين العسكريين الأميركيين، من منطقة التنف باتجاه غرب سورية. واتهم بيان أصدرته الوزارة واشنطن بأنها باتت تعرقل وقوع تقدم في عملية التسوية السياسية في سورية، من خلال الدعم الذي تمنحه للإرهابيين ومحاولات عرقلة عمل القوات الحكومية السورية والقوات الروسية ضد معاقلهم. وأفاد بأن موسكو «تمتلك معلومات محددة حول هذا الدعم». وأشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية «تكنّ احتراماً للأخلاق الحربية، وتمتنع عن نشر الصور الجديدة لقاعدة التنف التي توجد فيها سيارات رباعية الدفع بمدافع ورشاشات، وتلك ليست من عادة الجيش الأميركي استخدامها». وطالب الجانب الأميركي بتقديم «تفسير للتجاهل المقصود للمسلحين، الذين ينشطون أمام أعين العسكريين الأميركيين». وأوضح البيان أن وزارة الدفاع تتوقع محاولة إفشال الهدنة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية في سورية، بعد انتقال 600 مسلح إليها وقافلتي معدات طبية. وحذرت وزارة الدفاع الروسية من أن «مسؤولية تخريب العملية السلمية في سورية سيتحملها الطرف الأميركي وحده». في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستستمر في التصدي لمحاولات تسييس الملف الكيماوي السوري في الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة. وزاد أثناء محادثاته في مدينة سوتشي أمس مع نظيره السوري وليد المعلم أن محاولات تسييس قضية استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية تظل مستمرة داخل المؤسستين الأمميتين، عبر توجيه اتهامات ومواقف أحادية الجانب. وزاد الوزير الروسي: «سوف نتصدى بحزم لمحاولات تسييس هذا الملف وتوجيه اتهامات ضد الحكومة السورية، من دون أدلة ومن دون إجراء تحقيق محترف». وشدد لافروف على ضرورة تمهيد الطريق للتسوية السورية في أقرب وقت، مؤكداً أن إطلاق عملية سياسية يزداد إلحاحاً مع النجاحات التي تحرزها القوات الحكومية المدعومة من سلاح الجو الروسي في حربها على الإرهاب. وهاجم المعلم بقوة خلال اللقاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وطالب بحله، واتهمه بالقيام بعملية «تدمير ممنهج للبنى التحتية الاقتصادية في البلاد». وحمّل المعلم واشنطن المسؤولية عن «استغلال التحالف الدولي كغطاء لتدمير سورية وإطالة الحرب فيها». وتطرق المعلم إلى الملف الكردي، مشدداً على أن «سورية لا تسمح بانتهاك سيادتها». موضحاً أن «الأكراد في سباق مع الجيش من أجل السيطرة على المنابع النفطية، لكنهم يعرفون جيداً أن سورية لن تسمح بانتهاك سيادتها تحت أي ظرف». وقال إن «الأكراد أسكرتهم نشوة المساعدة والدعم الأميركي»، محذراً من انه «ينبغي عليهم إدراك أن هذه المساعدات لن تستمر إلى الأبد». وذكر المعلم أن «الأكراد على مدى تاريخهم لم ينجحوا في إيجاد دولة حليفة موثوق بها». شكل التسوية وجاءت تصريحات المعلم في وقت احتدم الجدل في موسكو حول مسألة الشكل النهائي للتسوية في سورية ودور ومكانة المكون الكردي فيها، خصوصاً بعد تصريحات أطلقها من موسكو رئيس هيئة العلاقات الخارجية في مقاطعة الجزيرة – سورية التابعة للإدارة الذاتية الديموقراطية التي شكلها حزب الاتحاد الديموقراطي (الكردستاني)، عبد الكريم عمر، وأشار فيها الى ضرورة التوصل الى اتفاق يضمن شكلاً فيديراليا للدولة السورية المقبلة. وكان عمر رحب بتصريحات سابقة للمعلم حول استعداد دمشق للتفاوض مع الأكراد على مطلب الحكم الذاتي. واعتبر أن «التصريح إيجابي ونرى أنه تأخر، إنها خطوة ممكن أن يبنى عليها ونحن منفتحون لإجراء حوار مع النظام لحل أزمة البلد». وأشار رئيس هيئة العلاقات الخارجية إلى أنه «كانت هناك مبادرات سابقة وكانت لنا لقاءات مع النظام بوساطة روسية، ولم يكن مستعداً أو جاهزاً للنقاش بخصوص مستقبل سورية، نحن منفتحون على هذا الحوار ونقيمه إيجابياً ومستعدون لاستكمال المفاوضات بضمانات دولية أو بوساطة روسية لحل أزمة البلد»، معتبراً أن النظام الفيديرالي هو الكفيل بحل مشاكل المنطقة، وأن الدول القومية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية وأسست أنظمة استبدادية هي سبب ويلات ومشاكل كل المنطقة. وأوضح عمر أن «التنسيق والعلاقات بين الإدارة الذاتية الديموقراطية وفيدورالية شمال سورية وقوات سورية الديموقراطية مع روسيا الاتحادية لم تنقطع في يوم من الأيام، دائماً هناك تنسيق ولقاءات في ما بيننا». وأوضح مصدر ديبلوماسي روسي تحدثت اليه «الحياة» أمس أن «موسكو تدعم أي خيار يضمن وحدة وسلامة الأراضي السورية، وإذا كان خيار الدولة الفيديرالية نتيجة توافقات سورية- سورية وليس نتيجة تدخل خارجي فإن روسيا ستعتبره جزءاً مهماً من التسوية السياسية». وأضاف المصدر أن الجانب الكردي «أبلغ أكثر من مرة في السابق بالموقف الروسي. وكانت موسكو أطلقت تكهنات حول هذا الموضوع في وقت مبكر، اذ أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أواسط العام الماضي موقفاً ممثلاً وقال إن «من الممكن أن تصبح سورية دولة فيديرالية إذا كان هذا النموذج سيخدم الحفاظ على وحدة البلاد». وزاد أن «النموذج الاتحادي يخدم مهمة الحفاظ على سورية موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، ولا أرى أن أي طرف سيعترض على ذلك». لكنه أضاف أن بلاده «ترحب أيضاً بأي اقتراحات أخرى أو نماذج بديلة، شرط أن تحقق الأهداف ذاتها وألا تكون نتيجة إملاء من أي طرف». على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة بأن القاذفة الروسية «سوخوي-24» التي تحطمت في مطار حميميم اول من امس، كانت في لحظة الحادث في «وضع غير مناسب» للإقلاع. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، عن مصدر مقرب من التحقيق أن التقارير الأولية تشير إلى أن الطائرة كانت في ما يسمى بوضع «غير مناسب للإقلاع»، بسبب خطأ قائد الطائرة أو حدوث خلل تقني. وأوضح المصدر أن طاقم الطائرة كان يأمل بنجاح عملية الإقلاع حتى آخر لحظة، إلا أنه لم يتمكن من بلوغ السرعة المطلوبة لإقلاع الطائرة وفشل بعد ذلك في القفز منها. وأشارت الصحيفة إلى أن تفريغ محتويات الصندوق الأسود الذي تم العثور عليه، سيسمح بتحديد سبب تحطم «سوخوي-24» بشكل أدق. وأضافت «كوميرسانت» أن الخبراء تأكدوا من أن حالة القاذفة التقنية كانت جيدة، وأن «لا شكوك في خبرة قائد الطائرة يوري مدفيدكوف، والطيار الثاني يوري كوبيلوف، اللذين نفذا العديد من المهمات القتالية في سورية». وأفادت بأن المقاتلة كانت وقت وقوع الحادث في طريقها لقصف مراكز قيادة ومستودعات ذخيرة لإسلاميين متشددين في محافظة دير الزور السورية.

مشاركة :