وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الاربعاء ان العسكريين الاميركيين والأتراك يقومون "بعمل جيد" سويا، وذلك في الوقت الذي بلغت فيه التوترات الدبلوماسية بين البلدين ذروتها. في الاثناء، قال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك إن الأزمة الدبلوماسية بين بلاده والولايات المتحدة والتي دفعتهما إلى تبادل تعليق إصدار التأشيرات لمواطني الدولة الأخرى "جرى تضخيمها" وستجد طريقها إلى الحل قريبا على الأرجح. وفي تصريح لصحافيين يرافقونه على متن الطائرة الى تامبا بولاية فلوريدا حيث يزور الخميس والجمعة مركزي القيادة العملانية لمنطقتي الشرق الاوسط (سنتكوم) واميركا الجنوبية (ساوثكوم)، قال وزير الدفاع الأميركي "نبقي على تواصل تنسيق وثيق الصلة للغاية واتصالات وثيقة جدا. التفاعل والتكامل بين العسكريين لم يتأثر بهذه" الازمة الدبلوماسية بين واشنطن وأنقرة". واضاف "نقوم بعمل جيد سويا، بين العسكريين". وكان البنتاغون اعلن الثلاثاء ان تداعيات الخلاف الدبلوماسي بين واشنطن وانقرة لم تنسحب حتى الآن على حلف شمال الاطلسي الذي تعتبر الولايات المتحدة وتركيا من ابرز اعضائه، او على التعاون العسكري بين واشنطن وأنقرة. وتعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على قاعدة انجرليك في جنوب تركيا لشن غاراتها الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ إن "قاعدة انجرليك الجوية التركية تستمر في تأدية دورها الهام في دعم جهود حلف شمال الاطلسي والتحالف". واضاف المتحدث إن "عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية انطلاقا من انجرليك ومراكز تركية اخرى يتم تنسيقها عن كثب مع شركائنا الاتراك وتحظى بدعمهم الكامل". واندلعت المواجهة الدبلوماسية بين البلدين الاسبوع الماضي بعدما اوقفت السلطات التركية موظفا تركيا يعمل في القنصلية الاميركية في اسطنبول للاشتباه بارتباطه بمحاولة الانقلاب العام الفائت. وردا على ذلك اوقفت البعثات الدبلوماسية الاميركية في تركيا منح تأشيرات الى الولايات المتحدة لغير المهاجرين، ما دفع بالبعثات الدبلوماسية التركية الى اتخاذ تدابير مماثلة عملا بمبدأ المعاملة بالمثل. واكد مانينغ ان "تركيا شريك قوي في التحالف وحليف كبير لحلف شمال الاطلسي"، مضيفا "يمكنني التأكيد على ان هذه التطورات (الاخيرة) لم تؤثر على عملياتنا او عناصرنا". وفي تعليقات تستهدف فيما يبدو نزع فتيل التوتر بين البلدين قال شيمشك في مؤتمر بواشنطن إن تركيا تعتبر سلامة وأمن الدبلوماسيين والموظفين الأميركيين في تركيا "أولوية قصوى" ووصف اعتقال عاملين في البعثات الأميركية في تركيا بأنه يأتي في إطار تحقيقات "روتينية". من جهته، قال بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي الخميس إن مسؤولين أتراكا وأميركيين قرروا الاجتماع للعمل على حل النزاع الدبلوماسي بين البلدين، مضيفا أن الحوار بين وزيري دفاع البلدين كان بناء. وتابع بوزداغ في مقابلة مع قناة خبر ترك إن الموظف بالقنصلية الأميركية الذي اعتقل في تركيا لم يطلب محاميا وإن بإمكان البعثة الأميركية التقدم بطلب لإرسال محام لرؤيته. وتصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في الأيام الماضية بعد احتجاز موظفين تركيين في البعثات الأميركية فيما دفع الولايات المتحدة لتعليق خدمات إصدار التأشيرات لغير الهجرة بسفارتها وقنصلياتها في تركيا. وأصدرت تركيا في غضون ساعات تعليقا مماثلا لإصدار تأشيرات للمواطنين الأميركيين. وكانت العلاقات بين البلدين متوترة بالفعل قبل تلك الواقعة بسبب الدعم العسكري الأميركي لمقاتلين أكراد في سوريا وإحجام الولايات المتحدة عن ترحيل رجل الدين فتح الله غولن الحليف السابق لإردوغان والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الإنقلاب الفاشلة في العام الماضي. وقال شيمشك بشأن الأزمة الحالية بخصوص التأشيرات خلال حديث أمام غرفة التجارة الأميركية الأربعاء حول الفرص المتاحة للشركات الأميركية في تركيا "لا نريد أن يستمر هذا النزاع أكثر من ثانية واحدة". وأضاف أن تركيا ملتزمة "بحماية" موظفي الحكومة الأميركية في تركيا. وتتناقض تصريحاته مع تعليقات للرئيس طيب إردوغان الثلاثاء قال فيها إن "عملاء" اخترقوا البعثات الأميركية في تركيا وإن أنقرة لم تعد تعترف بالسفير الأميركي جون باس مبعوثا شرعيا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث يوم الأربعاء مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو وعبر عن "قلقه العميق" إزاء اعتقال الموظفين. وأضاف البيان أن تيلرسون دعا الحكومة التركية إلى تقديم الأدلة على الاتهامات الموجهة ضدهما. ومنذ محاولة الإنقلاب التي قتل فيها 240 شخصا على الأقل جرى اعتقال أكثر من 50 ألف شخص ووقف 150 ألفا من المعلمين والأكاديميين والجنود والصحفيين عن العمل.
مشاركة :