الولايات المتحدة وإسرائيل تنسحبان من اليونسكو المتهمة بـ"التمييز" ضد الدولة العبرية

  • 10/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الولايات المتحدة الخميس، انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، متهمة إياها بأنها "معادية لإسرائيل"، وعلى الإثر أعلنت إسرائيل انسحابها من المنظمة. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان أن "رئيس الوزراء أعطى توجيهاته لوزارة الخارجية بتحضير انسحاب إسرائيل من المنظمة". أعلنت الولايات المتحدة الخميس انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، متهمة إياها بأنها "معادية لإسرائيل" التي أعلنت بدورها أنها تستعد للانسحاب من المنظمة المتهمة بتأييد الفلسطينيين. وبعد سنوات من التوتر في اليونسكو، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أن الولايات المتحدة ستنسحب من المنظمة، في خطوة اعتبرتها المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا "خسارة للتعددية". وتشهد المنظمة حاليا عملية اختيار أمينها العام الجديد في مقرها في باريس. وقالت نويرت في بيان إن "القرار يعكس قلق الولايات المتحدة من متأخرات الدفع المتزايدة في اليونسكو والحاجة إلى إصلاحات أساسية في الوكالة ومواصلة انحياز اليونسكو ضد إسرائيل". وعلى الإثر، أعلنت إسرائيل انسحابها من اليونسكو، مشيدة بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من المنظمة. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان أن "رئيس الوزراء أعطى توجيهاته لوزارة الخارجية بتحضير انسحاب إسرائيل من المنظمة". ورأى أن القرار الأمريكي "شجاع وأخلاقي لأن منظمة اليونسكو أصبحت مسرح عبث وبدلا من الحفاظ على التاريخ فإنها تقوم بتشويهه". وكان سفيرها لدى الأمم المتحدة داني دانون قال في بيان "بدأنا عهدا جديدا في الامم المتحدة. هناك ثمن يجب دفعه مقابل التمييز ضد إسرائيل". عن أسباب انسحاب واشنطن من اليونسكو وكانت الولايات المتحدة، إحدى الدول المؤسسة للمنظمة، انسحبت خلال حكم الرئيس رونالد ريغان في العام 1984، بسبب مزاعم عن سوء الإدارة المالية للمنظمة، والانحياز ضدها في بعض سياستها. وفي العام 2002، أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عودة بلاده إلى المنظمة، لكن العلاقات ساءت مجددا عام 2011 حين علقت واشنطن مساهماتها المالية بعد أن صوت أعضاء المنظمة لصالح قبول عضوية فلسطين. وتعارض واشنطن أي خطوة تقوم بها وكالات الأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين دولة، معتبرة أن هذه القضية يجب أن تناقش في إطار اتفاق للسلام في الشرق الأوسط. "أمريكا أولا" لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس كل التزاماتها التعددية في إطار الوعد باتباع سياسة خارجية محورها "أمريكا أولا". وقالت المديرة العامة للمنظمة في بيان "في الوقت الذي تستمر فيه النزاعات (...) من المؤسف للغاية أن تنسحب الولايات المتحدة من وكالة الأمم المتحدة التي تدعم التعليم من أجل السلام وتحمي الثقافة التي تتعرض لاعتداء". وتابعت "رغم تعليق التمويل (الأمريكي)، عمقنا الشراكة بين الولايات المتحدة واليونسكو". كلمة السفير الأمريكي لدى اليونسكو في أعقاب انسحاب بلاده من المنظمة ويأتي القرار الأمريكي فيما تحاول القوى الأوروبية الضغط على ترامب لاحترام التزامات واشنطن الدولية. وفي حزيران/يونيو، أعلن ترامب عزمه الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ الموقع عام 2015، كما يستعد لاتهام إيران بالفشل في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى الست في نفس العام. وكلها قرارات تتبنى مواقف معارضة لحلفائه الأوروبيين. وعبرت باريس وموسكو عن "الأسف" للانسحاب الأمريكي. رد فعل فرنسا وقالت آنييس روماتيه إسباني المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "نحن نأسف للقرار الأمريكي بالانسحاب من اليونسكو في وقت يعتبر فيه دعم المجتمع الدولي لهذه المنظمة أساسي". وتابعت أن اليونسكو "بحاجة أكثر من أي وقت آخر لمشروع تجد فيه كل الدول الأعضاء ضالتها ويستعيد الثقة ويتجاوز الخلافات السياسية". وأكدت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة "تغادر المنظمة في وقت صعب وتفاقم الوضع بأفعالها". انتقاد إسرائيل وباتت اليونكسو، التي تشتهر بقائمتها للتراث العالمي التي تتضمن "الغراند كانيون" ومواقع أخرى في الولايات المتحدة، مسرحا لمواجهات دبلوماسية بعد أن نجحت الدول العربية في تمرير عدد من القرارات التي تنتقد إسرائيل. ففي أيار/مايو الفائت، أيد أعضاء المجلس التنفيذي التابع للمنظمة قرارا يعتبر إسرائيل "سلطة احتلال" في القدس، ويحضها على إلغاء أي إجراء من شأنه أن يغير "طابع أو وضع" المدينة. ويندد نص القرار بـ"جميع الإجراءات والأفعال القانونية والإدارية التي تتخذها إسرائيل، سلطة الاحتلال، التي غيرت أو تسعى إلى تغيير، طابع ووضع المدينة المقدسة، القدس". وفي تموز/يوليو، أشاد الفلسطينيون بإعلان اليونسكو مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة "منطقة محمية" في التراث العالمي. ووصف نتانياهو في حينه القرار بأنه "سخيف". ورغم قطع واشنطن تمويل المنظمة في 2011، إلا أنها واصلت التعاون مع اليونسكو في برامج تهم المصالح الأمريكية مثل مكافحة تنامي التطرف. "بعثة مراقبة" ومن المقرر أن يدخل الانسحاب الأمريكي حيز التنفيذ في 21 كانون الأول/ديسمبر 2018، وأعلنت واشنطن أنها ستشكل "بعثة بصفة مراقب" لتحل محل بعثتها في الوكالة. ويصوت المجلس التنفيذي للمنظمة حاليا لاختيار أمين عام جديد بين مرشحين من قطر وفرنسا ومصر. وقال متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في اليونسكو إن القرار "لن يؤثر على سباق انتخاب الأمين العام" الجديد، مشيرا إلى أن بلاده "ستصوت" الليلة. وقال رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فرانسوا هيزبورغ أن من المحتمل أن تكون دوافع القرار رغبة ترامب في بعث رسالة دعم لإسرائيل وتأكيد سياسات "أمريكا أولا". وتابع أن "اليونسكو هدف أسهل من الآخرين. هو صغير نسبيا. ولن يضر بمصالح حيوية. واليونسكو ذهبت أبعد من باقي وكالات الأمم المتحدة في الاعتراف بالسلطة الفلسطينية". فرانس24 / أ ف ب نشرت في : 13/10/2017

مشاركة :