كونا- أكد المستشار بالديوان الأميري المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق أمس، ان الازمات الانسانية الراهنة وتداعياتها الخطيرة التي تشهدها المنطقة تحتم على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والتخلي عن عجزه إزاء تلك النزاعات، معتبراً أن الكويت تعاطت بحكمة بالغة مع حملات تشويه العمل الخيري، فيما شهدت الأمم المتحدة لمصلحة العمل الخيري الكويتي، وأكدت نزاهته ونصاعة صفحته. جاء ذلك في تصريح لوكالة الانباء الكويتية، على هامش مشاركته امس الاول في مركز دراسات النزاع والعمل الانساني بمعهد الدوحة للدارسات العليا، بمحاضرة بعنوان (العمل الانساني.. والدور الرائد لدولة الكويت). وأضاف المعتوق الذي يشغل ايضا منصب رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في الكويت، ان المرحلة الراهنة تفرض على المنظمات الانسانية ان تواصل رسالتها السامية، رغم شح الموارد وتزايد الاحتياجات وتعدد الازمات الانسانية وطول امدها. ودعا الشعوب الى التعاون والتكاتف والتراحم لمساعدة المحتاجين في كل مكان على خلفية التداعيات الانسانية للكوارث والنكبات والحروب والنزاعات. وأشار المعتوق الى اهمية انشاء مركز تدريب للعمل الخيري الانساني او اكاديمية خيرية لتعليم الاجيال ثقافة العمل الخيري وقيمه ومناهجه وفنونه وآلياته، مع تعزيز العمل التطوعي باعتباره سلوكا حضاريا ترتقي به الامم والمجتمعات وآلية ناجعة لتحقيق التكاتف والتعاون بين افراد المجتمع. وعن مسيرة الكويت الخيرية، قال المعتوق ان الكويت تعد من اسبق الدول في تطوير منظومتها الخيرية والانسانية والوقفية بفعل عوامل عديدة، لعل ابرزها حب الشعب الكويتي لفعل الخير وايمانه بقيم البذل والعطاء، مشيراً الى تاريخ الآباء والاجداد في الكويت الحافل بالقصص والروايات والمواقف التي تكشف عن المعدن الخيري الاصيل لهذا الشعب منذ نشأة المجتمع الكويتي. وأوضح ان هذه المكانة الخيرية الرائدة لدولة الكويت، توجب عليها الاستمرار في هذا النهج الانساني والاضطلاع بمزيد من الادوار المحورية في اغاثة المنكوبين ومواجهة الاحتياجات المتزايدة للشرائح الفقيرة، سعيا نحو عمل انساني افضل. وذكر المعتوق ان العمل الخيري انتقل في الكويت من دائرة الممارسة الفردية الى العمل المؤسسي، فأسس اهل الكويت مئات الجمعيات والمبرات والهيئات واللجان الخيرية وامتد عمل هذه المؤسسات للخارج حتى لا تكاد تخلو دولة من الاعمال الخيرية الكويتية كالمستشفيات والمدارس والجامعات وحفر الآبار والمساجد ودور الايتام والمشاريع التمكينية وغيرها. وعن حملات التشويه التي تعرض لها العمل الخيري الكويتي، قال ان «المؤسسات الخيرية الكويتية استطاعت بفضل الله ثم بدعم قيادتها السياسية ووعي وإدراك القائمين على العمل الخيري، ان تواجه هذه الحملات بإبراز مشاريعها الخيرية والتنموية بكل شفافية ومؤسسية واحتمائها بالدولة، تنسيقا وشراكة مع وزارات الدولة واجهزتها المختلفة». وأضاف انه «لهذا تمكنت دولة الكويت من التعاطي بحكمة بالغة مع هذه الحملات، وتمكنت من الدخول في شراكات مع المنظمات الاقليمية والدولية، وخاصة الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة». وأشار المعتوق الى ان الامم المتحدة شهدت لمصلحة العمل الخيري الكويتي، واكدت نزاهته ونصاعة صفحته، مبينا ان ذلك تجلى في تتويج سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائدا إنسانيا، وتسمية الكويت مركزا إنسانيا عالميا. وذكر انه في ظل تنامي وتيرة الكوارث والنكبات وارتفاع معدلات الفقر والمرض والجهل والبطالة، تطور مفهوم العمل الخيري والوقفي الكويتي، واقتضت الحاجة بناء شراكات انسانية اقليمية ودولية، لمواكبة الاحتياجات المتزايدة للمحتاجين. وبين المعتوق ان منظمات العمل الخيري والوقفي حققت مع شركائها إنجازات حقيقية في مجالات التنمية الشاملة، ودشنت العديد من المشاريع التعليمية والصحية والثقافية والمهنية والانتاجية والتدريبية والاغاثية التي يستفيد منها ملايين المنكوبين والفقراء حول العالم. وعن الشخصيات الخيرية الكويتية، اوضح انه في كل مرحلة من تاريخ دولة الكويت برزت مثل هذه الشخصيات الرائدة، التي اسهمت في تطوير العمل الخيري ووضعت عصارة خبرتها وتجربتها أمام الاجيال، وهي نماذج للتأسي والاحتذاء وأصبحت سيرتها نبراسا للسائرين على دربهم.
مشاركة :