«نتائج الشركات»..محرك المياه الراكدة في سـوق الأسهــم

  • 10/15/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

«طوق نجاة لأسواق الأسهم ومحرك المياه الراكدة».. هكذا وصف خبراء ومحللون استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم في شأن نتائج أعمال الشركات للربع الثالث من العام الحالي، معتبرين أنها عامل محفز لمعنويات المستثمرين في الفترة المقبلة بعدما طال انتظارها على مدار الشهرين الماضيين في وقت عانت فيه الأسواق من حالة ركود نسبي مع تراجع الأسهم وتدني السيولة. ووفق رصد لـ«البيان الاقتصادي»، وصل إجمالي أرباح 110 شركات إماراتية مدرجة إلى نحو 31.9 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بأرباح بلغت 32 مليار درهم في الفترة المقارنة من 2016. وقال المحللون والخبراء إن نتائج القطاع البنكي ستكون الأبرز كعادتها مدعومة بالأداء التشغيلي القوي وتراجع نسبة القروض المتعثرة والتأقلم مع مواجهة التحديات على عكس باقي بنوك المنطقة التي تعاني أوضاعاً غير مستقرة بسبب تراجعات النفط. واستحوذت البنوك على النسبة الأكبر من أرباح الشركات المدرجة في النصف الأول بواقع 60% وبقيمة 19 مليار درهم من إجمالي الأرباح منها 11.22 مليار درهم أرباح 12 بنكاً في سوق أبوظبي للأوراق المالية و7.9 مليارات أرباح 7 بنوك في سوق دبي المالي. وأضاف المحللون والخبراء لـ«البيان الاقتصادي»، أن الشركات العقارية المدرجة ستحقق نمواً بنسب تتراوح بين 15% إلى 20% مستبعدين حدوث مفاجآت استثنائية، بينما سيستقر أداء شركات المقاولات لا سيما بعد نجاح عمليات إعادة هيكلة رأسمال شركتي «أرابتك» و«دريك آند سكل». ووصلت إيرادات شركات العقارات والمقاولات الــ «12» المدرجة في السوقين إلى نحو 19.4 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنحو 20.5 مليار درهم في النصف الأول من العام الماضي 2016، بينما تراجعت صافي الأرباح بنسبة 40.6% إلى 3.95 مليارات درهم في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بنحو 6.66 مليارات درهم في الفترة ذاتها من 2016، بسبب خسائر «الاتحاد العقارية» البالغة 2.24 مليار درهم الناتجة من تقييم عقارات استثمارية بالقيمة العادلة وخسائر «دريك آند سكل» التي جاوزت مليار درهم. ويرى المحللون أن شركات الاتصالات ستعاني بعض الضغوط لا سيما مع انخفاض إيرادات الموبيل لكنها ستظهر نتائج متماسكة بفضل أساسيتها القوية، بينما رجحوا ألا يحقق القطاع الاستثماري نمواً كبيراً مع تحول معظم الشركات المدرجة نحو الاستثمار العقاري. ترقب وقال فادي الغطيس الرئيس التنفيذي لشركة مايندكرافت للاستشارات، إن هناك ترقباً كبيراً لنتائج الربع الثالث التي يعول عليها المستثمرون كثيراً لإنعاش الأسواق بعد حالة من الركود النسبي على مدار الشهرين الماضيين. وأضاف الغطيس: نعتقد أن النتائج ستكون متفاوتة حسب طبيعة كل قطاع، مشيراً إلى أن الشركات العقارية ستحقق نمواً بنسب بين 15% إلى 20% مدعوماً بالمبيعات الجيدة المحققة، مشيراً إلى أن شركات مثل «إعمار» لا تزال تحافظ على أدائها القوي مع تنوع أنشطتها وأعمالها وتحقيقها إيرادات من قطاعات مختلفة مثل المولات وغيرها. وأوضح أن شركات قطاع المقاولات لا تزال تعاني مع انخفاض هوامش الأرباح لكن نعتقد أن يكون هناك تحسن نسبياً في الربع الثالث مقارنة بالنتائج الصادمة في عام 2016، مشيراً إلى انه من غير المتوقع حدوث أي مفاجآت استثنائية في أداء تلك الشركات خصوصاً بعد إعادة هيكلة رأسمال «دريك آند سكل» و«أرابتك». وتوقع الغطيس أداءً جيداً للقطاع المصرفي مع التركيز خلال العام الحالي على القروض العقارية بشكل رئيسي وهو ما سيدعم كثيراً من أداء القطاع البنكي، بالإضافة إلى نمو الجيد في الرسوم خصوصاً في العديد من الخدمات التي قامت معظم البنوك بإعادة هيكلتها لتلبية مطالب العملاء. نمو ويعتقد الغطيس أن المصارف الإسلامية ستحقق نمواً ملحوظاً في الأرباح على عكس التقليدية، وسيأتي ذلك مصحوباً بتراجع ملحوظ في المخصصات، مشيراً إلى أن بعض البنوك الصغيرة قد تشهد انخفاضاً أو تأثراً في أرباحها ولكن لن تؤثر بشكل عام على أداء القطاع ككل. ويرى الغطيس أن 2017 هو الأفضل أداء لشركات التأمين منذ عدة سنوات، متوقعاً استمرار تحسن الأداء لمعظم الشركات في الربعين الثالث والرابع خصوصاً بعد القرارات الحكومية المطبقة في بداية العام فضلاً عن قيام بعض الشركات بإعادة هيكلة رأسمالها وهو ما سينعكس إيجاباً على أداء القطاع بشكل عام. وقال الرئيس التنفيذي لشركة مايندكرافت للاستشارات، إن القطاع الاستثماري لن ينمو بشكل كبير مع تحول معظم الشركات المدرجة نحو الاستثمار العقاري أو الاستثمار في محافظ لها علاقة بشكل وثيق بالعقارات ولم يعد هناك استثمار في الأسهم وبالتالي لن يكون هناك مفاجآت أو نمو كبير في الأرباح. ويرى الغطيس أن السوق ينتظره صعود جيد قبل نهاية العام الحالي لا سيما بعد انتهاء الشركات من عمليات إعادة الهيكلة وحصولها على أموال جيدة من المستثمرين الرئيسين أو زيادة رؤوس أموالها فضلاً عن إعلانها عن مشاريع جديدة وهو ما سيعزز بشكل كبير من شهية المتعاملين. وأشار الغطيس إلى وجود عدة عوامل أخرى محفزة للأسواق منها الطروحات الأولية والإدراجات المرتقبة في الفترة المقبلة أبرزها «إعمار للتطوير» وتوزيع جميع عوائد الطرح على المستثمرين، إضافة إلى التوقعات باستقرار أسعار النفط والحفاظ على مستوياته العالمية كذلك البورصات العالمية لن تشهد أي حركات تصحيح في الفترة المقبلة، مضيفاً: جميع هذه العوامل ستدعم أداء الأسواق بلا شك. طفرة قال المحلل المالي وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إنه لا يعتقد أن تشهد نتائج الشركات في الربع الثالث طفرة أو نتائج استثنائية، فيما نتوقع أن تبقى نتائج الشركات القيادية مثل «إعمار» عند مستويات جيدة. وأضاف الطه، أن هناك بوادر تحسن بالنسبة لشركات إعادة الهيكلة خصوصاً شركة «أرابتك» مع استمرارها في الإعلان عن مشاريع جديدة نعتقد أنها ستعزز من أدائها كثيراً خلال الأرباع المقبلة وكذلك ستدعم صعود السهم الذي انخفض بنحو 50% منذ بداية العام. وأشار الطه إلى أن سلوك الأسواق حالياً لا يرتبط بأساسيات الاستثمار على قدر ارتباطه بالحالة النفسية للمستثمرين التي تغلق عليها النزعة التشاؤمية بشكل غير منطقي، ويرجع هذا بشكل رئيسي إلى الصدمة التي سببتها بعض الشركات في نتائج الربع المنصرم خصوصاً «الاتحاد العقارية» بعد تحقيقها خسائرها ناتجة عن إعادة تقييم أصول وهو ما دفع السهم للتراجع 19% منذ بداية العام. سلوك وأوضح الطه أن السلوك المضاربي أصبح صفة ونمط السوق خلال تلك الفترة الحرجة لا سيما مع بحث المستثمرين دائماً عن ربح سريع دون النظر إلى الاستثمار على المدى المتوسط والطويل، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من الاستثمار أن يكون طويل الأمد وليس قصيراً. وتابع الطه: يجب ألا نعول كثيراً على نتائج الربع الثالث بقدر ما يجب أن نحاول السعي نحو جعل التفكير الاستثماري أكثر منطقية وعقلانية تعديل قطاعات المؤشر بشكل ينسجم مع طبيعة الشركة. ويتوقع الطه أن تكون نتائج «إعمار» قوية في الربع الثالث فيما ستأتي «داماك» في المرتبة الثانية، بينما قد تظهر شركتا «ديار للتطوير» و«دريك آند سكل» أداءً جيداً في الربع الرابع من العام الجاري. ضغوط وحول شركات الاتصالات، قال الطه: إن هناك ضغوطاً كبيرة على الشركتين بسبب تراجع إيرادات الموبيل وانخفاض عوائد المكالمات الدولية مع استخدام التطبيقات الجديدة وهو ما يؤثر بشدة على إيرادات الشركات مطالباً بضرورة البحث عن خدمات ومنتجات جديدة تعزز نمو الأرباح. وأشار إلى أن شركة «اتصالات» تعاني من تراجع أسعار الصرف في دول مثل مصر وباكستان والمغرب لكن من المتوقع أن تظهر نتائجها أداءً متماسكاً. وتوقع عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار، تباين في أداء البنوك في ظل التوقعات بتزايد معانتها مع استمرار زيادة الفائدة مواكبة لقرارات الفيدرالي الأميركي مشيراً إلى أن تأثير ذلك سيظهر في نتائج الربع الأول من العام المقبل. ويري الطه أن القرارات الحكومية التي جري اتخاذها في قطاع التأمين مطلع العام سيعزز بشكل كبير من أداء الشركات التي أظهرت تحسناً فعلياً في الربعين الأول والثاني. تحسن وقال طارق قاقيش المدير العام لإدارة الأصول لدى «ميناكورب» للخدمات المالية، إن البنوك ستكون الحصان الرابح مع التوقعات باستمرار نمو أرباحها بنسب تتراوح بين 10% إلى 15% خصوصاً بنوك مثل «أبوظبي التجاري» و«دبي الإسلامي». وأوضح قاقيش، أن نتائج القطاع العقاري ستكون متفاوتة، حيث من المتوقع أن تقود «إعمار» القطاع بأرباح مرتفعة مدفوعة بنمو قوي في الإيرادات، بينما ستشهد «الاتحاد العقارية» تحسناً في نتائج الربع الثالث مقارنة بنتائج الربع الثاني والتي شهدت خسائر ضخمة بسبب إعادة تقييم أصول، بينما ستحقق «داماك» نتائج أفضل من الربع السابق. ويرى قاقيش أن شركة «الدار العقارية» قد تعاني بعض الضغوط مع تراجع الطلب وانخفاض عوائد الإيجارات في أبوظبي، بينما توقع أن تحقق شركة «اتصالات» نمواً في أرباحها بنسبة بين 5% إلى 12% مقارنة بالربع الثاني. وتوقع قاقيش، أن تحقق شركة «العربية للطيران» نتائج جيدة في ظل تطور أسعار النفط وزيادة الرحلات الإضافية لأكثر من 15 وجهة جديدة تم تشغيلها في الربع الأخير من 2015. تباين من جانبه، قال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذي لشركة «الصفوة مباشر» للخدمات المالية، إن الأسواق تترقب بشدة نتائج الربع الثالث خصوصاً في قطاعي العقارات والبنوك واللذين يمثلان الحصة الأكبر من إجمالي الأرباح، مشيراً إلى أن القطاع البنكي في الإمارات قوي ومتين ويتمتع بملاءة مالية مرتفعة وهو ما نتوقع معه استمرار النمو في معدل الربحية للبنوك المدرجة. وأضاف رشاد أن السمة الغالبة على نتائج الشركات في الربعين الماضيين، هي التباين، خصوصاً بعد أن أظهرت شركات في القطاع العقاري مثل «إعمار» و«رأس الخيمة العقارية» أداءً جيداً في المقابل حققت شركات المقاولات خسائر ضخمة مثل «دريك آند سكل»، مشيراً إلى توقعاته باستمرار هذا التباين في الربع الثالث والرابع. ويرى رشاد أن نتائج شركات إعادة هيكلة رأس المال ستشهد تحسناً بعد إتمام عمليات الهيكلة بنجاح وإعلان تلك الشركات عن توسعات مستقبلية والفوز بمشاريع جديدة ستعزز بلا شك من نمو الإيرادات والأرباح. وتوقع رشاد أن تحقق شركة الاتصالات أداءً مستقراً مع تمتعها بملاءة مالية قوية وتصنيفات ائتمانية جيدة تمكنها من استمرار النمو وتحقيق أرباح مرتفعة خلال السنوات المقبلة، ورجح أن تحقق البنوك المدرجة أداءً جيداً استكمالاً لمسيرتها الإيجابية ونتائجها القوية في النصف الأول. أعمال وقال أكبر ناكفي المدير التنفيذي - رئيس قسم إدارة الأصول في شركة الماسة كابيتال، إنه يتوقع أن تكون أرباح الربع الثالث ضعيفة، على غرار الاتجاه الذي شهدته في الربع الثاني من عام 2017، لا سيما مع استمرار تركيز الشركات المدرجة على ملاءمة أعمالها مع الواقع الجديد وترشيد نفقات التشغيل لتحسين الربحية. وأضاف ناكفي: ستكون أرباح الربع الثالث أيضاً مؤشراً مهماً للمستثمرين لاتخاذ مواقف تكتيكية لعام 2018، وإن كان تدريجياً، كما لا تزال هناك الشكوك الكامنة والقضايا الجيوسياسية العالمية والمحلية التي تؤثر على القرارات المستثمرين. وتوقع ناكفي حركة محددة للأسهم داخل الأسواق خلال الربع الرابع، حيث إن الشركات ذات النموذج التجاري السليم والقدرة على الحفاظ على مسار النمو في البيئة الحالية ستكون تلك التي يستهدفها المستثمرون المتطورون. ومن حيث القطاعات، توقع ناكفي أن تبقى أسهم قطاع البنوك والخدمات الاستهلاكية والخدمات في دائرة الضوء بعد أرباح الربع الثاني، لافتاً إلى تركيز البنوك على تعزيز الإيرادات من خلال التوسع في سبل جديدة للإيرادات إلى جانب استراتيجية واعية لتعزيز ميزانياتها العمومية. ورجح ناكفي أن تكون القطاعات ذات الصلة بالمستهلك مدفوعة بالطلب القوي على السلع والخدمات المنتجة في القطاع الخاص غير النفطي في دولة الإمارات، إلى جانب بيئة اقتصادية استقرت إلى حد كبير منذ بداية عام 2017، وقد تكون شركات التأمين جذابة، حيث من المتوقع ارتفاع صافي الأرباح في الفصول القادمة. وقال ناكفي انه يتوقع أن تواجه القطاعات العقارية والإنشاءات ضغوطاً هبوطية لربع واحد، حيث من المتوقع أن يكون عام 2017 فترة صعبة بالنسبة لمعظم الشركات. ومع ذلك، قد تصبح هذه الشركات جذابة من منظور التقييم، وخاصة الشركات التي تخضع لإعادة الهيكلة الرئيسية. وتابع ناكفي: أيضاً، فإن إعمار وذراعها التنموية للاكتتاب العام في نوفمبر قد يكون حافزاً مستداما ًللقطاع ليشهد حركة صاعدة. ويمكن أن تبقى الأسواق متداخلة، حيث لا يرجح أن يكون للأرباح أي تأثير مادي على قرارات المستثمرين. دفاعية من جهته، قال أنطوني حبيقة الرئيس التنفيذي في «مينا ريسيرتش بارتنرز»، إن القطاعات المرشحة لتحقيق نمو في أرباحها خلال الفترة المتبقية من العام وبالتالي صعود أسهمها هي القطاعات الدفاعية، حيث إن نتائجها غالباً ما تكون منفصلة إلى حد كبير عن العوامل الاقتصادية، بالإضافة إلى البنوك التي تتمتع بالإمكانية الأمثل الى الارتفاع في ظل تحسن مستوى سيولتها، وبالتالي من الممكن تسجيل بعض من المكاسب. وتوقع حبيقة أن تواجه قطاعات البتروكيماويات والبناء ومواد البناء والعقار مزيداً من الضغوط في ظل المستويات الحالية لأسعار النفط، مشيراً إلى أن التقديرات ترجح ارتفاع الأسواق المحلية بحدود 3% بنسبة متقاربة من مستويات النمو الاقتصادي المتوقعة.

مشاركة :