كشف قائد كبير في قوات البيشمركة، أمس، أن قوات «الحشد الشعبي» المتمركزة قرب كركوك، تتألف معظمها من مسلحين غير عراقيين، مؤكداً أن «البيشمركة» لن تنسحب من كركوك. بينما شهدت مدينة طوزخورماتو جنوب كركوك أمس معارك بين مسلحي «الحشد الشعبي» والمتطوعين الكرد من سكان المدينة الذين ردوا على استهداف منازلهم من قبل «الحشد».وقال قائد قوات البيشمركة في محور غرب محافظة كركوك، كمال كركوكي، في مؤتمر صحافي عقده أمس في المحافظة: «قوات البيشمركة لن تنسحب من كركوك، واتخذت كافة استعداداتها لتلقين من يحاولون الهجوم عليها درساً لن ينسوه طوال تاريخهم». وأضاف: «نتمنى ألا يرتكب الطرف الآخر أي خطأ، وألا تندلع الحرب بيننا، لأن الحرب ستلحق الضرر بكلا الطرفين وبالعملية الديمقراطية في المنطقة»، لافتاً إلى أن قدوم هذه الأعداد من القوات العراقية و«الحشد» إلى المنطقة، وطريقة تمركز أسلحتهم «تدل على سوء نواياهم».وبيَّن كركوكي أن «الحشد الشعبي يُهدد سكان المنطقة وشعب كردستان بالأسلحة التي حصل عليها من القوات العراقية، التي حصلت عليها هي الأخرى من التحالف الدولي»، داعياً هذه القوات إلى الخروج من كركوك والمناطق الأخرى والانسحاب إلى خلف جبال حمرين، مؤكداً أن هذه الجبال «هي حدود كردستان الطبيعية».وكشف كركوكي أن مسلحي «الحشد» المحتشدين قرب كركوك، معظمهم غير عراقيين، ويتحدثون بلغات أخرى.وتشهد الأوضاع الميدانية بين قوات البيشمركة والقوات العراقية من ضمنها «الحشد الشعبي» في المناطق المتنازعة عليها، ومن بينها كركوك، منذ أيام، توتراً ملحوظاً، ويتواجه الجانبان استعداداً للمعركة، بينما يستعد مواطنو هذه المناطق والمتطوعون فيها لخوض المعارك دفاعاً عنها ضد القوات المهاجمة إذا اندلعت المعارك بين الجانبين.وفيما أفادت تقارير بأنه كان من المنتظر أن تنتهي منتصف الليلة الماضية مهلة حددتها بغداد لـ«البيشمركة» كي تنسحب من كركوك والمناطق النفطية والاستراتيجية فيها، قال العميد سرتيب حساري، الضابط في وزارة البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتبلغ حتى الآن بوجود مهلة، ولم تصلنا أي أوامر بالانسحاب، نحن نتمنى ألا يحدث بيننا أي اصطدام، فنحن والجيش العراقي حاربنا تنظيم داعش خلال السنوات الثلاث السابقة معاً»، مبيناً أن قوات البيشمركة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ وقد حصنت مواقعها، مشيراً إلى أن القوات العراقية و«الحشد الشعبي» حشدت أعداداً كبيرة من قواتها وأسلحتها في المنطقة.بدوره قال اللواء محمد قادر، قائد قوات البيشمركة في محور داقوق، جنوب كركوك لـ«الشرق الأوسط»: «لم تشهد حدود محورنا أي تحركات للقوات العراقية، لكن لديهم تحركات وقد جمعوا قواتهم في ناحية تازة القريبة من مدينة كركوك».وعلى بعد نحو 80 كيلومتراً من جنوب كركوك، شهدت الأوضاع في مدينة طوزخورماتو الليلة قبل الماضية تدهوراً أمنياً استمر حتى ظهر أمس، حيث بادرت فصائل من «الحشد الشعبي» المتمركزة في الأحياء ذات الغالبية التركمانية في المدينة إلى قصف الأحياء الكردية ومقرات الأحزاب الكردية بالقناصة وقذائف الهاون، لكن الجانب الكردي التزم الهدوء. وقال الضابط في قوات البيشمركة الملازم أول كوجر محمد: «هاجموا مقر الاتحاد الوطني الكردستاني بالأسلحة المتوسطة والخفيفة وبقذائف الهاون، لكن قوات البيشمركة لم ترد عليهم تجنباً لحدوث أي معارك، لكن هجماتهم استمرت حتى فجر اليوم (أمس)، ومع استمرار هجماتهم صباح أمس رد عليهم المتطوعون الكرد من سكان طوزخورماتو، وحينها اندلعت اشتباكات استمرت نحو ساعتين ونصف الساعة، وبعدها أوقفت الفصائل الشيعية إطلاق النار، وحالياً الوضع في طوزخورماتو هادئ»، مضيفاً أن اثنين من مقاتلي «البيشمركة» أصيبا بجروح طفيفة خلال معارك أمس، فيما قتل عنصر واحد فقط من «الحشد».
مشاركة :