المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل

  • 10/17/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تسلط الأزمة الحادة التي تمر بها العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان الأضواء مجدداً على قضية الأراضي المتنازع عليها بينهما منذ عام 2003 ومن بينها محافظة كركوك الغنية بالنفط. وأعلنت القوات العراقية أمس، استعادة السيطرة على حقول نفطية ومطار عسكري وأكبر قاعدة عسكرية في محافظة كركوك، وكلها تقع ضمن المواقع المتنازع عليها. وتشكل المناطق المتنازع عليها شريطاً يبلغ طوله أكثر من ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كلم مربع. ويمر هذا الشريط إلى جنوب محافظات الإقليم الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك التي تتمتع بحكم ذاتي، ويشمل أراضي في محافظات نينوى واربيل وصلاح الدين وديالى ومحافظة كركوك التي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل. ووفقا للجغرافي الفرنسي المختص بإقليم كردستان سيريل روسل، فان «المناطق المتنازع عليها تعد المعالم الرئيسية للخلاف بين السلطة المركزية والإقليم الكردي». وتم تشكيل إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانه 5,5 مليون نسمة، بعد حرب الخليج الأولى عام 1990، وتبلغ مساحته 75 ألف كلم مربع. وتم ترسيخ ذلك دستوريا عام 2005. لكن هذا الإقليم لا يعكس الحقيقة التاريخية بالنسبة للأكراد الذين يؤكدون أن ثلث الشعب الكردي مستبعد من الإقليم، كما حقول النفط الواقعة في محافظة كركوك والتي يفترض برأيهم ضمها إلى الإقليم. وسيطرت قوات البشمركة تدريجيا على المناطق المتنازع عليها مستغلة ضعف القوات المسلحة التي كانت تعيد تشكيل وحداتها اثر قيام الحاكم المدني للاحتلال الأمريكي بول بريمر بحل الجيش بعد اجتياح العراق عام 2003، ثم في أعقاب الفوضى التي سادت اثر اجتياح تنظيم «داعش» في 2014. وينتشر المقاتلون الأكراد ضمن مساحة 23 ألف كلم مربع من الأراضي، تسعة آلاف منها في محافظة نينوى وستة آلاف و500 في محافظة كركوك و1500 في محافظة صلاح الدين و3500 في ديالى و2500 أخرى في منطقة مخمور التي يعتبرها الأكراد جزءا من محافظة اربيل وكانت ملحقة بمحافظة نينوى في تسعينات القرن الماضي. ويشير روسل إلى أن قوات «البشمركة كانت بالفعل موجودة قبل عام 2014 في المناطق المتنازع عليها بشكل مختلط مع قوات بغداد». لكن في يونيو/ حزيران 2014، انسحبت قوات من الجيش والشرطة العراقية أمام الهجوم الشرس للإرهابيين الذين سيطروا على نحو ثلث مساحة البلاد. ويضيف روسل ان «انسحاب الجيش العراقي آنذاك سمح للأكراد بالاستفراد بالسيطرة على المناطق التي كانوا فيها». (ا.ف.ب)

مشاركة :