البيشمركة تحذر الجيش العراقي والحشد الشعبي من الاقتراب من مواقعها التي استولت عليها عام 2014.العرب [نُشر في 2017/10/15، العدد: 10782، ص(1)]حالة الاحتقان لا تنتهي بغداد - تعيش مدينة كركوك والمناطق القريبة منها على وقع ترقّب حذر للخطوات التي يمكن أن تتلو انتهاء المهلة فجر اليوم الأحد سواء من جانب القوات العراقية والميليشيات الشيعية أو من قوات البيشمركة. وقالت مصادر أمنية السبت إن التوتر اندلع في مدينة طوز خورماتو العراقية مختلطة الأعراق (75 كيلومترا إلى الجنوب من كركوك) بعد اشتباك بين الأحزاب السياسية الكردية والشيعية والتركمانية المختلفة. وقالت المصادر إنّ ما لا يقل عن عشر أسر كردية فرت من حي العسكري الذي يغلب على سكانه التركمان إلى الأحياء الكردية بالمدينة بعد اشتباك استمر لساعتين صباح السبت. وأضافوا أن تبادلا لإطلاق النار بأسلحة آلية لم يسفر عن سقوط ضحايا. وجرى الاشتباك بين أفراد من الاتحاد الوطني الكردستاني والتركمان الموالين لجماعات سياسية شيعية تحكم العراق. وانتشرت جماعات شيعية شبه عسكرية تدعمها إيران يطلق عليها الحشد التركماني في حي طوز الذي يغلب على سكانه التركمان بينما تسيطر قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) على الأحياء الكردية. وأمهلت القوات العراقية قوات البيشمركة 48 ساعة للانسحاب من المواقع التي استولت عليها في عام 2014 وتسليمها للحكومة. لكنّ مراقبين ميدانيين استبعدوا أن تحصل استجابة فورية لهذه المهلة، وأن الأمر متروك للوقت وللوساطة الأميركية التي بدأت تؤتي أكلها خاصة بعد تراجع القوات التركية إلى الوراء لتجنب الاحتكاك مع الميليشيات الشيعية الموالية للحكومة الاتحادية. وأشار المراقبون إلى أن حالة الاحتقان قد تظل مستمرة بسبب الاحتكاكات ذات الطابع العرقي أو المذهبي بين مختلف الميليشيات المنفلتة من الجانبين، لافتين إلى أن تمسك الجانبين بمواقفهما المتشدّدة في التصريحات لا يخفي الرغبة في حل يجنّب مواجهة لا أحد مستعد لها، فضلا عن كونها توفر فرصة ذهبية لتنظيم داعش لاستعادة أنفاسه. وأكد قائد قوات البيشمركة غربي كركوك، السبت، أن قواته لن تنسحب، محذرا الجيش العراقي والحشد الشعبي من مهاجمة مواقع قواته. وفي مؤتمر صحافي عقده في كركوك، قال كمال كركوكي، “اتخذنا الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي مخاطر، وفي حال ارتكب الآخرون (الجيش العراقي والحشد الشعبي) أيّ خطأ وتقدموا صوبنا فسنلقّنهم درسا لن ينسوه أبدا”. وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم ميليشيا الحشد الشعبي إن “ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة”.
مشاركة :